Introducción Grande

Abu Ma'shar Balkhi d. 273 AH
12

Introducción Grande

Géneros

وكل هؤلاء يتقدمون في القول بما يكون منه من الجيد والرديء ويعلمون ذلك من لا يحسنه ولا يتفقده ولا عنى به مثل عنايتهم به ويخبرون أنهم علموا ذلك بطول تفقدهم وتجربتهم لفصول السنة وأحوالها ومجاري الشمس والقمر وكون القمر في بعض المنازل الثمانية والعشرين ومن قبل زيادة القمر في ضوئه ونقصانه منه ومن تشريق الكواكب وتغريبها في ذلك الوقت وقد يستدل أيضا كثير من هؤلاء على أشياء غامضة مما يجدونها في ذلك الوقت من قبل هبوب بعض الرياح وتغيير الهواء بزيادة الحر أو البرد أو الاعتدال حتى أنه ربما قال الراعي في يوم إرسال الفحولة على الإناث إن صفاء الجو وقوة هبوب الشمال أو من هبوب ريح أخرى يدل على أن أكثر الغنم التي تعلق في هذا اليوم تلد الذكور أو الإناث وأن أكثر ألوانها يكون كذا وكذا على قدر ما تقدمت معرفتهم بالتجارب وأيضا فإنهم عند ولادتها يخبرون بأنها تسلم أو لا ويسرع نشوئها أو يموت وربما قالوا إن هذه السنة يقع الموت في جنس كذا وكذا من الدواب أو الغنم أو البقر أو سائر الحيوان على قدر ما وجدوا في تجاربهم من مجاري القمر وتغيير الهواء وكذلك مدبرو السفن فإن ذوي التجارب منهم يقولون إن الريح التي تهب قبل زوال الشمس فإنها تتغير عند زوال الشمس أو تسكن

وكذلك أصحاب الغرس فإنهم يقولون في النوع الواحد من الغرس الذي قد غرس في زمان واحد إن هذه الشجرة تحمل أسرع من هذه أو أبطأ منها على قدر ما يرون في كل واحدة من الخاصية بطول التجارب وكذلك جميع الصناعات فإن لهم في صناعاتهم أشياء لطيفة قد عرفوها بطول التجارب فلا يخطؤون فيها ويقولون إن الأسباب التي بها يعرفون هذه الأشياء ئنما إنما هي بطول تجاربهم لتغييرات الهواء واختلافه ومنازل الشمس والقمر

وقد يدرك الناس بالتجارب من غير دلالات النجوم أشياء كثيرة أيضا وذلك كالنساء القوابل فإنهن يعرفن بالتجارب هل حملت المرأة أو لا وذكر الحمل أو أنثى ويعرفون أيضا من مولود البكر هل تلد المرأة بعد ذلك أو لا وعدد الذي تلد ويقل خطاؤهم فيما يخبرون من هذه الأشياء لطول تجاربهم ولكثرة ما سمعوا من الأسلاف الذين كانوا جر بوا هذه الأشياء على قديم الدهور فأما معرفتهن بالمرأة أحاملة هي أم لا فإنهن ينظرن إلى المرأة التي يتوهمون بها الحمل فإن رأوا رأس ثديها قد انبسط أو تغير عن اللون الذي كان عليه علموا أنها حبلى ومما يستدلون به أيضا على الحمل أنهم ينظرون إلى عيني تلك المرأة فإن رأوهما قد غارتا وكان في جفنيها استرخاء ورأوها حادة النظر صافية الحدقة ممتلئة بياض العين غليظة علموا أنها حبلى

Página 62