173

تصديق الله له بكلامه ، حتى يلزم (الدور)، بل على تصديق الله له بالمعجزة ، وهو تصديق فعلي لا قولي.

وفيه : ان المعجزة انما تدل على انه مرسل من الله تعالى ، وان ما جاء به من عنده ، لا على ان كلام النبي صدق مطابق للواقع مطلقا ، وان كان من نفسه.

على ان افادة المعجزة لليقين برسالته ، محل منع على مذهبهم كما ستعرفه.

وبالجملة : العلم بصدق النبي (ص)، موقوف على تصديق الله تعالى اياه.

فان ادعوا : تصديقه له بكلامه تعالى ، جاء (الدور).

وان ادعوا : تصديقه بالمعجزة.

فان كان اقتضاؤها ، لصدق النبي في خبره بصدق كلام الله تعالى ناشئا من اخبار الله بصدق نفسه ، رجع (الدور) الى حاله.

والا فلا تدل المعجزة على صدق النبي (ص)، في خبره من نفسه.

على ان المعجزة ، ليست باعظم من التصديق القولى ، وقد فرض الشك في صدقه. انتهى.

وقال في (نتائج الفكر في شرح الباب الحادي عشر) في بحث انه تعالى متكلم قال :

السابعة : انه تعالى متكلم بالاجماع ، لان هذه المسألة سمعية صرفة ولذلك جعل مستندها الاجماع.

والمراد بالكلام : الحروف والاصوات ، المسموعة المنتظمة ، بالمعنى المتداول بين الناس.

Página 175