- ٢٠ -
سمعت أبا الحسن طارق بن موسى بن يعيش البلنسي (١) بالثغر يقول: سمعت الشيخ ابن الحرار، وكان من صلحاء أهل المرية بالأندلس يقول: كنت بمكة عند فقيه من أصحابنا المالكية، فجلس إلينا رجل لا نعرفه، فإذا ريحه كأنها القطران، فرادعناه في ذلك فقال بعد تمنع: قد كنت رجلًا أبغض أبا بكر وعمر واسبهما وتغالي في حب علي، فرأيته ليلة في المنام وكأني ظمآن، فقلت يا أمير المؤمنين: إني من شيعتك فاسقني، فأشار إلى كوز فشربت منه، ولم يكلفني، فأصبحت وأنا على هذه الحالة، فجيت إلى بيت الله الحرام تائبًا مما كنت عليه، واحب منكم المعاونة بالدعاء فربما يزيل الله تعالى عني ما أنا فقيه فقد شبعت من حياتي، فدعونا له، وقام عنا باكيًا.
_________
(١) ترجمته في التكلمة: ٣٤٣.
1 / 41