Muawiya Ibn Abi Sufyan
معاوية بن أبي سفيان
Géneros
وحشية أنثوية؛ تشتفي بها المرأة إذا جمح بها حزنها وأذهلها عن صوابها، وليست مما يشتفي به أقوياء الرجال. •••
ولم تنس هند حزنها على رجالها في حضرة النبي عليه السلام؛ إذ جاءته مع غيرها من النساء يأخذ عليهن عهد البيعة.
قال صلوات الله عليه: تبايعنني على ألا تشركن بالله شيئا، ولا تسرقن ... إلى أن قال: ولا تزنين.
قالت: يا رسول الله ... هل تزني الحرة؟
ثم قال: ولا تقتلن أولادكن.
فقالت: أما الأولاد فقد ربيناهم صغارا وقتلتهم يوم بدر كبارا، فأنت بهم أعلم.
وإن سؤالها : «هل تزني الحرة؟» لمن تلك الأخبار التي قلنا: إنها تدل باللمحة العارضة، ويغني القليل منها عن الكثير.
إنه سؤال يدل على الأنفة من الزنى؛ لأنها كرامة جاه، ولأن الزنى خلة من خلال الإماء والسبايا، لا تعهد في الحرائر الكريمات، فالأنفة من الضعة هنا أكبر من الإعراض عن الرذيلة، وقصتها مع زوجها - إهانتها بتهمة الزنى - لا تقبل عندها الغفران ولا تقنعها البراءة منها، وإن شهد بها من تقبل شهادته في الجاهلية، ولا يطلبون على البراءة حجة أقوى عندهم من تلك الشهادة.
أخرج الخرائطي في الهواتف عن حميد بن وهب قال:
كانت هند بنت عتبة بن ربيعة عند الفاكه بن المغيرة، وكان من فتيان قريش، وكان له بيت للضيافة يغشاه الناس من غير إذن، فخلا البيت ذات يوم، فقام الفاكه وهند فيه، ثم خرج الفاكه لبعض حاجاته، وأقبل رجل ممن كان يغشى البيت فولجه، فلما رأى المرأة ولى هاربا، فأبصره الفاكه فانتهى إليها فضربها برجله، وقال: من هذا الذي كان عندك قالت: ما رأيت أحدا، ولا انتبهت حتى أنبهتني، فقال لها: الحقي بأهلك ... وتكلم فيها الناس، فخلا بها أبوها، فقال لها: يا بنية، إن الناس قد أكثروا فيك فأنبئيني بذاك، فإن يكن الرجل صادقا دسست إليه من يقتله فتنقطع عنا المقالة، وإن يكن كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن، فحلفت له - بما كانوا يحلفون به في الجاهلية - أنه كاذب عليها، فقال عتبة للفاكه: إنك قد رميت ابنتي بأمر عظيم فحاكمني إلى بعض كهان اليمن، فخرج الفاكه في جماعة من بني مخزوم، وخرج عتبة في جماعة من بني عبد مناف، ومعهم هند ونسوة معها تأنس بهن، فلما شارفوا البلاد تنكرت حال هند وتغير وجهها، فقال لها أبوها: يا بنية، إني قد أرى ما بك من تغير الحال، وما ذاك إلا لمكروه عندك، قالت: لا والله يا أبتاه ... ما ذاك لمكروه، ولكني أعرف أنكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب، فلا آمنه أن يسمني بسيماء تكون علي سبة
Página desconocida