Fundador del Egipto Moderno

Cali Ahmad Shukri d. 1360 AH
84

Fundador del Egipto Moderno

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Géneros

وهذا ما أثار حفيظة بالمرستون ودفعه إلى تحرير خطابين بنغمة جافة، قال في ثانيهما إن حكومة جلالة الملك مصممة على ألا يفشل المشروع ... بسبب عراقيل تقيمها سوء النية أمامه في جبهة من الجبهات.

22

وهكذا بينما كان محمد علي يعمل على عرقلة مساعي بريطانيا لاختبار مبلغ صلاحية أنهار العراق للملاحة، كانت وزارة الخارجية البريطانية تنظر بعين يقظى إلى أملاك السلطان الباقية حتى لا يعتدي أحد عليها؛ فلقد أراد محمد علي مثلا أن يضم منطقة أورفة إلى أملاكه في سوريا مستندا في طلبه هذا إلى أن المنطقة المذكورة لم يكن يحتلها الأتراك، وأنها في حالة فوضى وتحت سلطة قطاع الطريق وأن سكانها كثيرا ما يغيرون على الجهات الواقعة حول حلب وأنه لا يتردد في دفع الإتاوة عنها، وأنها كانت من قديم الزمن جزءا لا يتجزأ من ولاية حلب

23

على أن ذلك لم يفده شيئا، بل اضطر إلى الانسحاب من المنطقة المذكورة. وفي سنة 1835م احتل جهة «الدير» الواقعة على الفرات، وكان يرمي بذلك بلا ريب إلى مراقبة بعثة شيسني مراقبة فعلية، وكانت حجته في ذلك الاحتلال أن القبائل الرحالة في تلك الجهات ألفت الغارة على أراضيه،

24

وقد صدر إليه تحذير حازم بألا يحاول الاقتراب من ولاية بغداد.

ومهما كانت نيات الباشا فإن مدينتي بغداد والبصرة كانتا تعتبران في نظر الإنجليز بأن لهما أهمية خاصة، وقد صادف احتلال الدير نشاط الأعمال العسكرية في جنوبي بلاد العرب واحتمال امتدادها إلى الخليج الفارسي؛ ولهذا بادر بالمرستون إلى الكتابة لكامبل بأن «بريطانيا العظمى سوف تعتبر أن لمصالحها مساسا مباشرا بحيلولتها دون زعزعة هيبة السلطان في بغداد أو العبث بها.» ثم استطرد فكتب فيما يختص بأي حركة عسكرية موجهة إلى بغداد، فقال: «قل للباشا صراحة إن بريطانيا العظمى لا يسعها الوقوف مكتوفة اليدين إزاء تنفيذ مثال هذه المآرب.»

25

وليس من شك في أن هذه العبارات لم تكن مجرد بيان وجهة نظر بريطانيا. كلا؛ إذ مهما يكن نتيجة بعثة شيسني في نهر الفرات، ومهما تكن النتيجة التي تترتب على تحسين طريق السويس، فليس من شك في أن البحر الأحمر والخليج الفارسي كانا بمثابة طريقين مباشرين إلى الهند؛ ولذا صممت بريطانيا العظمى على السهر على حمايتهما بالقوات البريطانية.

Página desconocida