160

Fundador del Egipto Moderno

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Géneros

ولم يكن بورنج جانب الحقيقة عندما وجه انتقاده إلى المشروع قائلا إن التعليم الابتدائي فيه قد وضع على أساس ضيق، وإنه يرمي إلى تعليم الأقلية تعليما عاليا بدلا من إيجاد نظام عام للأكثرية.

على أن الباشا ما كان يمكن عدلا أن يلام؛ لأنه لم يتبع النظام الذي لم تكن قد اتبعته بعد أمم أوروبية أعلى كعبا من مصر في المدنية الحديثة.

ولقد كان إنشاء هذه الكليات والمدارس مصحوبا بإنشاء مطبعة وجريدة وغازيتة. ولم ينته عام 1837م حتى كانت مطبعة بولاق، وكانت وقتئذ من ضواحي القاهرة وممتدة إلى داخل نهر النيل، وقد أنجز طبع ما لا يقل عن 73 من أمهات الكتب العربية، وكان بين هذه عدد من تراجم الكتب الفنية لاستعمالها في المدارس الجديدة،

128

ووضع الباشا مشروع جريدة تنشر باللغتين العربية والفرنسية،

129

وكانت هناك صحف أوروبية في الإسكندرية في سنة 1824م، وفي هذه السنة نفسها نشر صولت القنصل البريطاني العام قصيدة وصفية من الشعر،

130

وفي ذلك الوقت تحسن أيضا مركز الأوروبيين والمسيحيين عامة؛ فإن الأقباط كانوا قبل ارتقاء محمد علي الأريكة المصرية عرضة لكثير من المتاعب والقيود، مثال ذلك أنهم كانوا ملزمين بتمييز أنفسهم عن بقية السكان المسلمين بلون ثيابهم، وكان محظورا عليهم ركوب الخيل، وكانوا ممنوعين بتاتا في أثناء شهر رمضان أن يأكلوا أو يشربوا أو يدخنوا في النهار علنا في الطرق العامة؛ وذلك لكي لا يذكروا المؤمنين بهذا الصوم الإجباري.

وكان الأجانب من سكان الإسكندرية والقاهرة يقطنون في أحياء متفرقة ويحمي الحراس مداخلها، وكانوا كلما أرادوا السفر إلى الخارج لبسوا الزي التركي ليتفادوا الإهانات. وقد وردت هذه العبارات في منشور إعلان تركيا الحرب على روسيا في سنة 1827م، وهو «أن كل عاقل يعلم حق العلم أن كل مسلم هو بطبيعته العدو الألد للكفار، وأن كل كافر عدو لدود للمسلمين.» ولكن روح الحكومة في عهد الباشا تغيرت تغيرا محسوسا كما تغير لذلك إحساس الأهالي حيال المسيحيين، وقد أسر الروس في الحرب التركية اثنين من أقارب محمد علي في سنة 1827م، فلما عادا من الأسر في سنة 1829م إذا بهما يلهجان بالثناء على ما لقياه وغيرهما من الأسرى من حسن المعاملة في السجون الروسية.

Página desconocida