181

Obras de Ibn Abd Wahhab

مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة

Editor

عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب

Editorial

جامعة الإمام محمد بن سعود

Ubicación del editor

الرياض

والحاصل أن صورة المسألة هل الواجب على كل مسلم أن يطلب علم ما أنزل الله على رسوله ولا يعذر زحد في توكه البتة أم يجب عليه أن يتبع التحفة مثلا فاعلم المتأخرين وسادتهم منهم ابن القيم قد أنكروا هذا غاية الإنكار وأنه تغيير لدين الله واستدلوا على ذلك بما يطول وصفه من كتاب الله الواضح ومن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم البين لمن نور الله قلبه والذين بجيزون ذلك أو يوجبونه يدلون بشبه واهية لكن أكبر شبههم علي الإطلاق أنا لنا من أهل ذلك ولا نقدر عليه ولا يقدر عليه إلا المجتهد وإنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ولأهل العلم في إبطال هذه الشبهة ما يحتمل مجلدا ومن أوضحه قول الله تعالى

﴿اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله

وقد فسرها رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديث عدي بهذا الذي أنتم عليه اليوم في الأصول والفروع لا أعلمهم يزيدون عليكم مثقال حبة من خردل بل يبين مصداق قوله خذو القذة بالقذة إلى آخره وكذلك فسرها المفسرون لا أعلم بينهم اختلافا ومن أحسنه ما قاله أوب العالية أما إنم لم يعبدونهم ولو أمروهم بذلك ما أطاعوهم ولكنهم وجدوا كتاب الله فقالوا لا نسبق علماءنا بشيء ما أمرونا به ائتمرنا وما نهونا عنه نهينا وهذه رسالة لا تحتمل إقامة الدليل ولا جوابا عما يدلي به المخالف لكن أعرض عليه من نفسي الإنصاف والإنقياد للحق فإذا أردتم علي الرد بعلم وعدل فعندكم كتاب أعلام الموقعين لابن القيم عند ابن فيروز في مضرفه فقد بسط الكلام فيه على هذا الأصل وبسطا كثيرا وسرد من شبه المتكلم ما لا تعرفون أنتم ولا آباؤكم وأجاب عنها واستدل لها بالدلائل الواضحة القاطعة منها أمر الله ورسوله عن أمركم هذا بعينه وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وصفوه من قبل أن يقع وحذوا الناس مه وأخبروا أنه لا يصير على الدين إلا الواحد بعد الواحد وأن الإسلام يصير غريبا كما بدأ وقد علمتم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما سأله عمرو بن عبسة في أول الإسلام من معك على هذا قال حر وعبد يعني أبا بكر وبلالا فإذا كان الإسلام يعود كما بدأ فما أجهل من استدل بكثرة الناس وإطباقهم أشباه هذه الشبهة التي هي عظيمة عند أهلها حقيرة عند الله وعند أولي العلم من خلقه كما قال تعالى

﴿بل قالوا مثل ما قال الأولون

فلا أعلم لكم حجة تحتجون بها إلا وقد ذكر الله في كتابه أن الكفار استدلوا بها على تكذيب الرسل مثل إطباق الناس وطاعة الكبراء وغير ذلك فمن من الله عليه بمعرفة دين الإسلام الذي دعا إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم عرف قدر الايات والحجج وحاجة الناس إليها فإن زعمتم أن ذكر هؤلاء الأئمة لمن كان من أهله فق د صرحوا بوجوبه على الأسود والأحمر والذكر والأنثى وأن ما بعد الحق إلا الضلال وأن قول من قال ذلك صعب مكيدة من الشيطان كاد بها الناس عن سلوك الصراط المستقيم الحنيفية ملة إبراهيم وإن بان لكم أنهم مخطئون فبينوا لي الحق حتى أرجع إليه وإنما كتبت لكم هذا معذرة من الله ودعوة إلى اله لأحصل ثواب الداعين إلى الله وإلا أنا أظن أنكم لا تقبلونه وزنه عندكم من أنكر المنكرات من أن الذي يعيب هذا عندكم مثل ما يعيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لكن أنت من سبب ما أظن فيك من طاعة الله لا أبعد أن يهديك الله إلى الصراط المستقيم ويشرح قلبك للإسلام فإذا قرأته فإن أنكره قلبك فلا عجب فإن العجب ممن نجا كيف نجا فإن أصغى إليه قلبك بعض الشيء فعليك بكثرة التصرع إلى الله والإنطراح بين يديه خصوصا أوقات الإجابة كآخر الليل وأدبار الصلوات وبعد الأذان وكذلك بالأدعية المأثورة خصوصا الذي ورد في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم فعليك بالإلحاح بهذا الدعاء بين يدي من يجيب المضطر إذا دعاه وبالذي هدى إبراهيم لمخالفة الناس كلهم وقل يا معلم إبراهيم علمني وإن صعب عليك مخالفة الناس ففكر في قول الله تعالى

﴿ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا

﴿وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله

وتأمل قوله في الصحيح بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ وقوله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يقبض العلم إلى آخره وقوله عليكم بسنتي وسنة الخلفاء اراشدين المهديين من بعدي وقوله وإياكم ومحدثات الأمور فإن كلم محدثة ضلالة والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة أفردت بالتصنيف فإني أحبك وقد دعوت لك في صلاتي وأتمنى من قبل هذه المكاتيب أن يهديك الله لدينه القيم ولا تمنعني من مكاتبتك إلا ظني أنك لا تقبل وتسلك مسلك الأكثر ولكن لا مانع لا أعطى الله والله لا يتعاظم شيئا أعطاه وما أحسنك لكون في آخر هذا الزمان فاروقا لدين الله كعمر رضي الله عنه في أوله فإنك لو تكون معنا لا تنصفنا مممن أغلظ علينا وأما هذا الخيال الشيطاني الذي اصطاد به الناس أن من سلك هذا المسلك فقد نسب نفسه للإجتهاد وترك الإقتداء بأهل العلم وزخرفه بأنواع الزخارف فليس هذا بكثير من الشيطان وزخارفه كما قال تعالى

﴿يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا

فإن الذي أنا عليه وأدعوكم إليه هو في الحقيقة الاقتداء بأهل العلم فإنهم قد وصوا الناس بذلك ومن أشهرهم كلاما في ذلك إمامكم الشافعي قال لا بد أن تجدوا عني ما يخالف الحديث فكل ما خالفه فأشهدكم أني قد رجعت عنه وأيضا أنا في مخالفتي هذا العالم لم أخالفه وحدي فإذا اختلفت أنا وشافعي مثلا في أبوال مأكول اللحم وقلت القول بنجاسته يخالف حديث العوليين ويخالف حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صى في مرابض الغنم فقال هذا الجاهل الظالم أنت أعلم بالحديث من الشافعي قلت أنا لم أخالف الشافعي من غير إمام اتبعته بل انبعث من هو مثل الشافعي أو أعلم منه قد خالفه واستدل بالأحاديث فإذا قال أنت أعلم به وسلم الدليل من المعارض وانبعث قول الله تعالى

﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول

الاية واتبعت من اتبع الدليل في هذه المسألة من أهل العلم لم أستدل بالقرآن أو الحديث وحدى حتى يتوجه علي ما قيل وهذا على التنزل وإلا فمعلوم أن أتباعكم لابن حجر في الحقيقة ولا تعبثون بمن خالفه من رسول أو صاحب أو تابع حتى الشافعي نفسه ولا تعبثون بكلامه إذا خالف نص ابن حجر وكذلك غيركم إنما اتباعهم لبعض المتأخرين لا للأئمة فهؤلاء الحنابلة من أقل الناس بدعة وأكثر الإقناع والمنتهى مخالف لمذهب أحمد ونصه يعرف ذلك من عرفه ولا خلاف بيني وبينكم أن أهل العلم إذا أجمعوا وجب اتباعهم وإنما الشأن إذا اختلفوا هل يجب علي أن أقبل الحق ممن جاء به وأرد المسألة إلى الله والرسول مقتديا بأهل العلم أو انتحل بعضهم من غير حجة وأزعم أن الصواب في قوله فأنتم على هذا الثاني وهو الذي ذمه الله وسماه شركا وهو اتخاذ العلماء أربابا وأما على الأول أدعو إليه وأناظر عليه فإن كان عندكم حق رجعنا إليه وقبلناه منكم وإن أردت النظر في أعلام الموقعين فعليك بمناظرة في أثنائه عقدها بين مقلد وصاحب حجة وإن ألقي في ذهنك أن ابن القيم مبتدع وأن الآيات التي استدل بها ليس هذا معناها فأضرع إلي الله واسأله أن يهديك لما اختلفوا فيه من الحق وتجرد إلى ناظر أو مناظر واطلب كلام أهل العلم في زمانه مثل الجافظ الذهبي وابن كثير وابن رجب وغيرهم ومما ينسب للذهبي رحمه الله

العلم قال الله قال رسوله

قال السحابة ليس خلف فيه

ما العلم نصبك للخلاف سفاهة

بين الرسول وبين رأي فقيه

Página 259