مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب الرسالة الأولى
Página 1
توجد في
Página 7
1 الدرر ج 1 ص 28 31 & رسالة الشيخ إلى أهل القصيم لما سألوه عن عقيدته بسم الله الرحمن الرحيم
أشهد الله ربي ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد بما اعتقدته الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل بل اعتقد أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله يء وهو السميع البصير فلا أنفي عنه ما وصف به تفسه ولا أحرف الكلم عن مواضعه ولا ألحد في أسمائه واياته ولا أكيف ولا أمثل صفاته تعالى بصفات خلقه لأنه تعالى لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له ولا يقاس بخلقه فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلا وأحسن حديثا فنزه نفسه عما وصفه به الخالقون من أهل التكييف والتمثثيل وعما نفاه عنه النافون من أهل التحريف والتعطيل فقال
ﵟسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمينﵞ
والفرقة الناجية وسط في باب أفعاله تعالى بين القدرية والجبرية وهم في باب وعبد الله بين المرجئة والجهمية وهم وسط في باب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج
Página 8
وأعتقد أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود وأن تكلم به حقيقة وأنزله على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وسفره بيه وبين عباده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأومن بأن الله فعال لما يريد ولا يكون شيء إلا بإرادته ولا يخرج شيء عن مشيئته وليس شيء في اعالم يخرج عن تقديره ولاي صدر رلا عن تدبيره ولا محيد لأحد عن القدر المحدود ولا يتجاوز ما حط له في الوح السطور
وأعتقد الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فأومن بفتنة القبر ونعيمه وبإعادة الأرواح إلى الأجساد يقوم الناس لرب العالمين حفاة عراة غر لا تدنوا منهم الشمس وتنصب الموازيبن وتوزن بها أعمال العباد فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون وتنشر الدواوين فأحذ كتابه بيينه وأخذ كتابه بشماله
وأومن بحوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعرصة القيامة ماؤه أشد بياضا من البن وأحلى من العسل آنيته عدد نجوم السماء من شر شرية لم يظمأ بعدها أبدا وأومن بأن الصراط منصوب على شفير جهنم يمر بها الناس على قدر أعمالهم
Página 9
وأومن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أول شافع وأول مشفع ولا ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل البدع والضلال ولكنها لا تكون إلا من بعد الإذن والرضى كما قال تعالى
ﵟولا يشفعون إلا لمن ارتضىﵞ
وقال تعالى
ﵟمن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنهﵞ
وقال تعالى
ﵟوكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضىﵞ
وهو لايرضى إلا التوحيد ولا يأذن إلا لأهله وأما المشركون فليس لهم من الشفاعة نصيب كما قال تعالى
ﵟفما تنفعهم شفاعة الشافعينﵞ
وأومن بأن الجنة النار مخلوقان وأنهما اليوم موجدتان وأنهما لا يفنيان وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر لا يضدون في رؤيته
Página 10
وأومن بأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضي ثم بقية العشرة ثم أهل بدر ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم وأتولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكر محاسنهم وأرتضي عنهم وأستغفر لهم وأكف عن مساويهم و أسكت عما شجر بينهم وأعتقد فضلهم عملا بقوله تعالى
ﵟوالذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيمﵞ
وأن ترضى عن أمهات المومنين المطهرات من كل سوء وأقر بكرامات الأولياء و ما لهم من المكاشفات إلا أنهم لا يسحقون من حق الله تعالى شيئا ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني أرجوا المحسن وأخاف على المسيء ولا أكفر أحدا من المسلمين بذنب ولا أخرجه من دائرة الإسلام وأرى الجهاد ماضيا مع كل إمام برا كان أو فاجرا وصلاة الجماعة خلفهم جائزة والجهاد ماض منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل وأرى وجووب السمع ولاطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم مال يم يأمروا بمعصية الله ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته وحرم الخروج عليه ورى هجر أهل البدع ومباينتهم حتى يتوبوا وأحكم عليهم بالظاهر وأكل سرائرهم إلى الله وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة
وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهو بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أنلا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق وأرى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة المحمدية الظاهرة
فهذه عقيدة وجيزة حررتها وأنا مشتغل البال لتطلعوا على ما عندي والله على ما أقول وكيل
Página 11
أم لا يخفى عليكم بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم والله يعلم أن الرجل افترى علي أمورا لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي فمنهاه قوله إني مبطل كتب المذاهب الأربعة وإني أقلوو إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء وإني أدعي الإجتهاد وإين خارج عن التقليد وإني أقول إن اختلاف العلماء نقمة وإني أكفر من توسل بالصالحين وإني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق وإني أقول لو أقدر على هدم قبة ة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزابا من حشب وإني أحرم زيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما وإني أكفر من حلف بغير الله وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي وإني أحرق دلائل الخيرات وروض الرياحين وأسميه روض الشياطين جوابي عن هذه المسائل أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم وقبله من بهت محمدا صلى الله عليه وسلم أنه يسب عيسى بن مريم ويسب الصالحين فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب وقول الزور قال تعالى
ﵟإنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات اللهﵞ
الآية بهتوه صلى الله عليه وسلم بأنه يقول إن الملائكة وعيسى وعزيرا في النار فأنزل الله في ذلك
ﵟإن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدونﵞ
Página 12
وأما المسائل الأخر وهي أني أقول لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف معنى لا إله إلا الله وأني أعرف من يأتيني بمعناها وأني أكفر الناذر إذا أراد بنذرها لتقرب لغير الله وأخذ النذر لأجل ذلك وأن الذبح لغير الله كفر والذبيحة حرام فهذه المسائل حق وأنا قائل بها ولي عليها دلائل من كلام الله @ 14 وكلام رسوله ومن أقوال العلماء المتبعين كالأئمة الأربعة وإذا سهل الله تعالى سئلت الجواب عليها في رسالة مسقتلة إن شاء الله تعالى
Página 13
ثم اعلموا وتدبروا قوله تعالى
ﵟيا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالةﵞ
الاية & 2 الرسالة الثانية
توجد في
1 المحطوطة ص 42 45
2 الصورة ص 10 14
Página 15
3 الدرر السنية ج 1 ص 97 69 وهي ناقصة ومنها رسالة إلى محمد بن عباد مطوع ثرمداء وكان قد أرسل إليه كتابا فيه كلام حسن في تقرير التوحيد وغيره وطلب من الشيخ رحمه الله أن يبين له إن كان فيه شيء يخفاه فكتب له رحمه الله & بسم الله الرحمن الرحيم
من محد بن عبد الوهاب إلى الأخ محمد بن عباد وفقه الله لما يحبه ويرضاه سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
وصلنا أوراق في التوحيد بهما كلام من أحسن الكلام وفقك الله للصواب وتذكر فيه أن ودك نبين لك إن كان فيها شيء مما ترك فاعلم أرشدك الله أن فيها مسائل غلط
الأولى قولك أول واجب على كل ذكر وأنثى النظر في الوجود ثم معرفة العقيدة ثم علم التوحيد وهذا خطأ وهو منعلم الكلام الذي أجمع السلف على ذمه وإنما الذي أتتت به الرسل أول واجب هو التوحيد ليس النظر في الوجود ولا معرفة العقيدة كما ذكرته أنت في الأوراق أن كل نبي يقول لقومه اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
الثانية قولك في الإيمان بالله وملائكته في آخره والإيمان هو التصديق الجازم بما أتى به الرسول فليس كذلك وأبو طاله عمه جازم بصدقه والدين يعرفونه كما يعرفون أبناءهم والذين يقولون الإيمان هو التصديق الجازم هم الجهمية وقد اشتد تكبر السلف عليهم في هذه المسألة
Página 16
الثالثة قولك إذا قيل للعامي ونحوه ما الدليل على أن الله ربك ثم ذكرت ما الدليل على اختصاص العبادة بالله وذكرت الدليل على توحيد الألوهية فاعلم أن الربوبية والألوهية يجتمعان ويفترقان كما قي قوله
ﵟقل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناسﵞ
وكما يقال رب العالمين وإله المرسلين وعند الإفراد يجتمعان كما في قول القائل من ربك مثاله الفقير والمسيكن نوعان في قوله
ﵟإنما الصدقات للفقراء والمساكينﵞ
ونوع واحد في قوله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم إذا ثبت هذا فقول الملكين للرجل في القبر من ربك معناه من إلهك لأن الربوبية التي أقر بها المشركون ما يمتحن أحد بها وقوله
ﵟقل أغير الله أبغي رباﵞ
وقوله
ﵟإن الذين قالوا ربنا الله ثم استقامواﵞ
فالربوبية في هذا هي الألوهية لست قسيمة لها كما تكون قسيمة لها عند الاقتران فينبغي التفطن لهذه المسألة
Página 17
الرابعة قولك في الدليل على إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ودليله الكتاب والسنة ثم ذكرت الآيات كلام من لم يفهم المسألة لأن المنكر للنبوة أو الشاك فيها إذا استدللت عليه بالكتاب والسنة يقول كيف تستدل علي بشيء ما أتى به إلا هو والصواب في المسألة أن تستدل عليه بالتحدي بأقصر سورة من القرآن أو شهادة علماء أهل الكتاب كما في قوله
ﵟأو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيلﵞ
أو لكونهم يعرفونه قبل أن يخرج كما في قوله تعالى
ﵟوكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفرواﵞ
الاية إلى غير ذلك من الايات التي تفيد الحصر وتقطع الخصم
الخامسة قولك اعلم يا أخي لا علمت مكتروها فاعلم أن هذه كلمة تضاد التوحيد وذلك أن التوحيد لا يعرفه إلا من عرف الجاهلية والجاهلية هي المكروه فمن لم يعلم المكروه لم يعلم الحق فمعنى هذه الكلمة أعلم لا علمت خيرا ومن لم يعلم المكروه ليجتنبه لم يعلم المحبوب
وبالجملة فهي كلمة عامية جاهلية ولاي نبغي لأهل المسلم أن يقتدوا بالجهال
السادسة جزمك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلبوا العلم ولو من الصين فلا ينبغي أن يجزم الإنسان على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ال يعلم صحته وهو من القول بلا علم فلو أنك قلت وروى أو ذكر فلان أو ذكر في اكتاب الفلاني لكان هذا مناسبا وأما الجزم بالأحاديث التي لم تصح فلا يجوز فتفطن هذه المسألة فما أكثر من يقع فيها
السابعة قولك في سؤال الملكين والكعبة قبلتي وكذا وكذا فالذي علمناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهما يسألان عن ثلاث عن التوحيد وعن الدين وعن محمد صلى الله عليه وسلم فإن كان في هذا عدكم رابعة فأفيدوني ولا يجوز الزيادة على ما قال الله ورسوله
Página 18
الثامنة قولك في الإيمان بالقدر إنه الإيمان بأن لا يكون صغير ولا كبير إلا بمشيئة الله وإرادته وأن يفعل المأمورات ويترك المنهيات وهذا غلط لأن الله سبحانه له الخلق والأمر والمشيئة والإرادة وله الشرع والدين إذا ثبت هذا فعل المأمورات وترك المنهيات هو الإيمان بالأمر وهو الإيمان بالشرع والدين ولا يذكر في حد الإيمان بالقدر
التاسعة قولك الايات التي في الاحتجاج بالقدر كقوله تعالى
ﵟوقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيءﵞ
الآية ثم قلت فإياك والاقتداء بالمشركين في الاحتجاج على الله وحسبك من القدر الإيمان به فالذي ذكرنا في تفسير هذه الايات غير المعنى الذي أردت فراجعه وتأمله بقلبك فإن اتضح لك وإلا فراجعني فيه لأنه كلام طويل
Página 19
العاشرة وأخرناها لشدة الحاجة إليها قولك إن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقروا بتوحيد الربوبية ثم أوردت الأدلة الواضحة على ذلك وإنما قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند توحيد الألوهية ولم يدخل الرجل في الإسلام بتوحيد الربوبية إلا إذا انضم إليه توحيد الألوهية فهذا كلام من أحسن الكلام وأبينه تفصيلا ولكن العام لما وجهنا إليه إبراهيم كتبوا له علماء مدير مكاتبة وبعثها لنا وهي عندنا الآن ولم يذكروا فيها إلا توحيد الربوبية فإذا كنت تعرف هذا فلأي شيءما أخبرت إبراهيم ونصحته إن هؤلاء ما عرفوا التوحيد وإنهم منكرون دين الإسلام وكذلك أحمد بن يحى راعي رغبه عداوته لتوحيد الألوهية والاستهزاء بأهل العارص لما عرفوه وإن كان بقربه أحيانا عداوة ظاهرة لا يمكن أنها لا تبلغك وكذلك ابن إسماعيل إنه نقض ما أبرمت في التوحيد وتعرف أن عنده الكتاب الذي صنفه رجل من أهل البصرة كله من أوله إلى آخره في إنكار توحيد الألوهية وأتاكم به ولد محمد بن سليمان راعي وثيثيه وقرأه عندكم وجادل به جماعتنا وهذا الكتاب مشهور عند المويس وأتباعه مثل ابن سحيم وابن عبيد يحتجون به علينا ويدعون الناس إليه ويقولون هذا كلام العلماء فإذا كنت تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم ما قاتل الناس إلا عند توحيد الألوهية وتعلم أن هؤلاء قاموا وقعدوا ودخلوا وخرجوا وجاهدوا ليلا ونهارا في صد الناس عن التوحيد يقرءون عليهم مصنفات أهل الشرك لأي شيء لم تظهر عداوتهم وأنهم كفار مرتدون فإن كان باين لك أن أحدا من العلماء لا يكفر من أنكر التوحيد أو أنه يشك في كفره فاذكره لنا وأقدناوإن كنت تزعم أن هؤلاء فرحوا بهذا الدين وأحبوه ودعوا الناس إليه ولما أتاهم كتاب ابن عفالق الذي أرسله المويس لابن إسماعيل وقدم به عليكم العام وقرأه على جماعتكم يزعم فيه أن التوحيد دين ابن تيمية وأنه لما أفتى به كفره العلماء وقامت عليه القيامة إن كنت تقول ما جرى من هذا شيء فهذا مكابرة وإن كنت تعرف أن هذا هو الكفر الصراح والردة الواضحة ولكن تقول أخشى الناس فالله أحق أن تخشاه ولا تظن أن كلامي هذا معاتبة وكلام عليك فوالله الذي لا إله إلا هو إنه نصيحة لأن كثيرا ممن واجهناه وقرأ علينا يتعلم هذا ويعرفه بلسانه @ 22 فإذا وقعت المسألة لم يعرفها بل إذا قال له بعض المشركين نحن نعرف أن رسول الله لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا وأن النافع الضار هو الله يقول جزاك الله خيرا ويظن أن هذا هو التوحيد ونحن نعلمه أكثر من سنة أن هذاهو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون فالله الله فيا لتفطن لهذه المسألة فإنها الفارقة بين الكفر والإسلام ولو أن رجلا قال شروط الصلاة تسعة ثم سردها كلها فإذا رأى رجلا يصلي عريانا بال حاجة أو على غير وضوء أو لغير القبلة لم يدر أن صلاته فاسدة لم يكن قد عرف الشروط ولو سردها بلسانه ولو قال الأركان أربعة عشر ثم سردها كلها ثم رأى من لا يقرأ الفاتحة ومن لا يركع ومن لا يجلس للتشهد ولم يفطن أن صلاته باطلة لم يكن قد عرف الأركان ولو سردها فالله الله في التفطن لهذه المسألة ولكن أشير عليك بعزيمة أنك تواصلنا ونتذاكر معك وكذلك أيضا من جهة البدع قيل لي إنك تقول فيها شيء ما يقوله الذي هو عارف مسألة البدع وصلى الله على محمد وآله وسلم & 3 الرسالة الثالثة
Página 21
توجد في
1 المخطوطة ص 45 49
2 المصورة ص 14 19
3 الدرر السنية ج 8 ص 98 107
Página 23
ومنها رسالة أرسلها إلى محمد بنعبيد بن مطاوعة ثرمدا قال فيها & بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد اوهاب إلى محمد بن عبد وفقنا الله وإياه لما يحبه ويرضاه وبعد
وصل الكراس وتذكرون أن الحق إن بان لكم ابتعتم وفيه كلام غيرهذا يسر الخاطر من طرفك خاصة بسببأن لك عقلا والثانية أن لك عرضا تشح به والثالثة أن الظن فيك إن بان لك الحق أنك ما تبيعه بالزهايد فأما تقريركم أول الكلام أن الإسلام خمس كأعضاء الوضوء وأنكم تعرفون كلام الله وكلام رسوله وإجماع العلماء أن له نواقض كنواقض الوضوء الصمدانية منها اعتقاد القلب وإن لم يعمل أو يتكلم يعني إذا اعتقد خلاف ما علمه الرسول أمته بعد ما تبين له ومنها كلام باللسان وإن لم يعمل ولم يعتقد ومنها عمل بالجوارح وإن لم يعتقد ويتكلم ولكن من أظهر الإسلام وظننا أنه أتى بناقض لا نكفره بالظن لأن اليقين لا يعرفه الظن وكذلك لا نكفر من لا نعرف عنه الكفر بسبب ناقض ذكر عنه ونحن لم نتحققه وما قررتم هو الصواب الذي يجب على كل مسلم اعتقاده والتزامه ولكن قبل اكلام اعلم أني عرفت بأربع مسائل
الأولى بيان التوحيد مع أنه لم يطرق اذان أكثر الناس
Página 24
الثانية بيان الشرك ولو كان في كلام من ينتسب إلى العلم أو عبادة أو عبادة من دعوة غير الله أو قصده بشيء من العبادة ولو زعم أنهم يريدون أنهم شفعاء عند الله مع أن أكثر الناس يظن أن هذا من أفضل القربات كما ذكرتم عن العلماء أنهم يذكرون أنه قد وقع في زمانهم
الثالثة تكفير من بان له أن التوحيد هو دين الله ورسوله ثم أبغضه ونفر الناس عنه وجاهد من صدق الرسول فيه ومن عفر الشرك وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بإنكاره وأقر بذلك ليلا ونهارا ثم مدحه وحسنه للناس وزعم أن أهله لا يخطئون لأنهم السواد الأعظم وأما ما ذكر الأعداء عن أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله
Página 25
الرابعة الأمر بقتال هؤلاء خاصة حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فلما اشتهر عني هؤلاء الأربع صدقني من يعدي أنه من العلماء في جميع البلدان في التوحيد وفي نفي الشرك وردوا على التكفير والقتال إذا تحققت ما ذكرت لك انبنى اجواب على ما ذكرتم في أول الأوراق من إقراركم بمعرفة نواقض الإسلام وإجماع العلماء بشرط أنكم لا تكفرون بالظن ولا من لا تعرفون فنقول من المعلوم عند اخاص والعام ما عليه البوادي أو أكثرهم فإن كابر معادن لم يقدر على أن يقول إن عنزة وآل ظفير وأمثالهم كلهم مشاهيرهم والأتباع أنهم مقرون بالبعث ولا يشكون فيه ولا يقدر أن يقول إنهم يقولون إن كتاب الله عند الحضر وأنهم عانقوه ومتبعون ما أحدث آباؤهم مما يسمونه الحق ويفضلونه على شريعة الله فإن كان للوضوء ثمانية نواقض ففيهم من نواقض الإسلام أكثر من المائة ناقض فلما بينت ما صرحت به آيات التنزيل وعلمه الرسول أمته وأحمع عليه العلماء من أنكر البعث أو شك فيه أو سب الشرع أو سب الأذان إذا سمعه أو فضل فراضة الطاغوت على حكم الله أؤ سب من زعم أن المرأة ترث أو أن الإنسان لا يؤخد في القتل بجريرة أبيه وابنه إنه كافر مرتد قال علماؤكم معلوم أن هذا حال البوادي لا ننكره ولكن يقولون لا إله إلا الله وهي تحيمهم من الكفر ولو فعلوا كل ذلك ومعلوم أن هؤلاء أولى وأظهر من يدخل في تقريركم فلما أظهرت تصديق الرسول فيما جاء به سبوني غاية المسبة وزعموا أني أكفر أهل الإسلام وأستحل أموالهم وصرحوا أنه لا يوجد عي جزيرتنا رجل واحد كافر وأن البوادي يفعلون من النواض مع علمهم أن دين الرسول عند الحضر وجحدوا كفرهم وأنتم تذكرون أن من رد شيئا مما جاء به الرسول بعد معرفته أنه كافر فإذا كان المويس وابن إسماعيل والعديلي وابن عباد وجميع أبتاعهم كلهم على هذا فقد صرحتم غاية التصريح أنهم كفار مرتدون وإن ادعى مدع أنهم يكفرونهم أو ادعى أن جميع البادية لم يتحقق من أحد منهم من النواقض شيئا أو ادعى أنهم لا يعرفون أن دين الرسول خلاف ما هم عليه فهذا كمن ادعى أن ابن سليمان وسيد وابن دواس وأمثالهم عباد زهاد فقراء ما شاخوا في بلد قط ومن ادعى هذا فأسقط الكلام معه ونقول ثانيا إذا كانوا أكثر من عشرين سنة يقرون ليلا ونهارا سرا وجهارا أن التوحيد الذي أظهر هذا الرجل هو دين الله ورسوله لكن الناس لا يطيعوننا وأن الدي أنكره هو الشرك وهو صادق في إنكاره ولكن لو يسلم من التكفير والقتال كان على حق هذا كلامهم على رؤوس الأشهاد ثم مع هذا يعادون التوحيد ومن مال إليه في العداوة التي تعرف ولو لم يكفر ويقاتل وينصرون الشرك نصره الذي تعرف مع إقرارهم بزنه شرك مثل كون المويس وخواص أ صحابه ركبوا وتركوا أهليهم وأموالهم إلى أهل قبة الكواز وقبة رجب سنة يقولون إنه قد خرج من ينكر فيكم وما أنتم عليه وقد أحل دماءهم وأموالهم وكذلك ابن إسماعيل وابن ربيعة والمويس أيضا بعدهم بسنة رحلوا إلى أهل قبة أبي طالب وأغروهم بمن صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأحلوا دماءنا وأموالنا حتى جزى اعلى الناس ماتعرف مع أن كثيرا منهم لم يكفر ولم يقاتل وقررتم أن من خالف الرسول في عشر معشار هذا ولو بكلمة أو عقيدة قلب أو فعل فهو كافر فكيف بمن جاهد بنفسه وماله وأهله ومن أطاعه في عداوة التوحيد وتقرير الشرك مع إقراره بمعرفة ما جاء به الرسول فإن لم تكفروا هؤلاء ومن اتبعهم ممن عرف أن التوحيد حق وأن ضده الشرك فأنتم كمن أفتى بانتقاض وضوء من بزغ منه مثل رأس الإبرة من البول وزعم أن من يتغوط ليلا ونهارا وأفتى للناس أن ذلك لا ينقض وتبعوه على ذلك حتى يموت أنه لا ينتقض وضوءه وتذكرون أني أكفرهم بالموالاة وحاشا وكلا ولكن أقطع أن كفر من عبد قبة أبي طالب لا يبلغ عشر كفر المويس وأمثاله كما قال تعالى
ﵟلا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركمﵞ
الآية وأنا أمثل مثالا لعل الله أن ينفعك به لعلمي أن الفتنة كبيرة وأنهم يحتجون بما تعرفون منها ما ذكر في الأوراق أنهم لم يقصدوا بحربكم رد التوحيد وإحياء الشرك وإنما قصدوا دفع الشر عن أنفسهم خوف البغي عليهم فتقول لو نقدر أن السلطان ظلم أهل المغرب ظلما عظيما في أموالهم وبلادهم ومع هذا خافوا استيلاءهم على بلادهم ظلما وعدوانا ورأوا أنهم لا يدفعونهم إلا باستنجاد الفرنج وعلموا أن الفرنج يوافقونهم إلا ن يقولوا نحن معكم على دينكم ودنياكم ودينكم هو الحق ودين السلطان هو الباطل وتظاهروا بذلك ليلا ونهارا مع أنهم لم يدخلوا في دين الفرنج ولم يتركوا الإسلام بالفعل لكن لما تظاهروا بما ذكرنا ومرادهم دفع الظلم عنهم هل يشك أحد أنهم مرتدون في أكبر ما يكون من الكفر والردج إذا صرحوا أن دين السلطان هو الباطل مع علمهم أنه حق وصرحوا أن دين الفرنج هو الصواب وأنه لا يتصور أنهم لا يتيهون لأنهم أكثر من المسلمين ولأن الله أعطاهم من الدنيا شيئا كثيرا ولأنهم أهل الزهد والرهبانية فتأمل هذها تأملا جيدا وتأمل ما صدرتم به الأوراق من موافقتكم به الإسلام ومعرفتكم بالناقض رذا تحققتموه وأنه يكون بكلمة ولو لم تعتقد ويكون بفعل ولو لم يتكلم ويكون في القلب من الحب والبغ 1 ولو لم يتكلم ولم يعمل تبين لك الأمر المهم إلا إن كنتم ذاكرين في أول الأوراق وأنتم تعتقدون خلافه فذلك أمر آخر وأما ما ذكرتم من كلام العلماء فعلى الرأس والعين ولكن عنه جوابان
Página 28
أحدهما أنكم لو لم تنقلوا كلام ابن عقيل في الفنون وكلام الشيخ في ا قتضاء الصراط المستقيم ولكلام ابن القيم لقلت لعلهم مخطئون قائلون تبلغ علمهم هذا كله عندنا في هذه الكتب كما هو عندكم وابن عقيل ذكر أنهم كفار بهذا الفعل أعني دعوة صاحب التربة ودس الرقاع وأنتم تعلمون ذلك وأصرح منه ك الم الشيخ في قوله ومن ذلك ما يفعله الجاهلون بمحكمة يا سبحان الله كيف تركتم صريحه في العبارة بعينها إن هذا من فعله كان مرتدا وإن المسلم إذا ذبح للزهرة والجن ولغير الله فهو مما أهل لغير الله به وهي أيضا ذبيحة مرتد لكن يجتمع في الذبيحة ما تعان فصرح أن هذا الرجل إذا ذبح للجن مرة واحدة صار كافرا مرتدا وجميع ما يذبحه للأكل بعد ذلك لا يحل لأنه ذبيحة مرتد وصرح في مواضع من الكتاب كثيرة يكفرمن فعل شيئا من الذبح والدعوة حتى ذكر ثابت بن قرة وأبا معشر البلخي وذكر أنهم كفار مرتدون وأمثالهم مع كونهم من أهل التصانيف وأصرح من الجميع كلام ابن القيم في كثير من كتبه فلما نقلتم بعض العبارة وتركتم بعضها علمت أنه ليس بجهالة ولكن الشرهة علكي لو أنك فاعل كما فعل بعض أهل الحسا لما صنف بعضهم كتابا في الرد علينا يريد أن يبعثه تكلم رجل منهم وقال أحب ما إلى ابن عبد الوهاب وصول هذها إليه أنتم ما تستحيون فتركوا الرسالة
Página 29
الجواب الثاني أنه على سبيل التنزل أن الشرك لا يكفر من فعله أو أنه شرك أصغر أو أنه معصية غير الكفر مع أن جميع ماذكرتم لا يدل علي ذلك فإن أردت بينت لك في غير هذه المرة معاني هذه العبارات من الأدلة من كلام كل رجل كما بينته لك من كلام الشيخ لكن أنتم مسلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنكره ونهى عنه فلو أن رجلا أقر بذلك مع كونه لم يفعله لكنه زينه للناس ورغبهم فيه أليس هذا كافرا مرتدا ولو قدرنا أن الأمر الذي كرهه وصد الناس عنه ما أمر به الرسول إلا أممر استحباب كركعتي الفجر أو أن الذي نهى عنه ما نهى عنه إلى نهي تنزيه كأكل بالشمال والنوم للجنب من غير وضوء ولو أن رجلا عرف نهي الرسول وزعم لأجل غرض من الأغراض أن الأكل بالشمال هو الأحب المرضي عند الله وأن الأكل باليمين يضر عند الله وأن الوضوء للجنب إذا أراد النوم يضر عند الله وأن النونم من غير وضوء أحب إلى الله مع علمه بما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أليس هذا كلام كافر مرتد فكيف بمن سب دين الله الذي بعث به جميع الأنبياء مع إقراره ومعرفته به ومدح دين المشركين الذي بعث الله الأنبياء بإنكاره ودعا الناس إليه مع معرفته ولكن أرى لك أن تقوم في السحر وتدعو بقلب حاضر بالأدعية المأثورة وتطرح نفسك بين يدي الله أن يهديك لدينه ودين نبيه عليه السلام وصلى الله على محمد وآله وسلم & 4 الرسالة الرابع
Página 30