Historia de Egipto en la era del Jedive Ismael Bajá
تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا
Géneros
على أن تجديدها لم يكن بالشيء السهل، ولا إجراؤه ممكنا إلا بخسائر باهظة، وأما الدفع من الإيرادات العادية فكان متعذرا بالكلية، حتى لو لم يكن الوزير قد تصرف مقدما في ضرائب ذلك العام.
ولكن مهارة إسماعيل صديق المالية وتفننه لم يكونا لينكسرا أو يخورا أمام مثل هذه العقبات البسيطة، فجمع شتات فكره لحظة، ورأى أن الوقت آن لتحقيق فكرة استخلاص نقود كثيرة من الأرض المصرية، وهي الفكرة التي جالت في خاطره في أوائل العام الماضي، وحمل مجلس النواب على اعتمادها ومطالبة تنفيذها .
ولكن حيث إنها لم تنجح في شكل سلفة إجبارية، وجب وضعها في شكل جديد يضمن لها النجاح .
فأخذ إذا يعمل فكرته ويجهدها، حتى جعلها تجود بمشروع لم يسبقه أحد إليه، لا في العالم الغربي مهد التفنن المالي، ولا في العالم الشرقي مهد التفنن في المظالم.
ذلك المشروع هو «قانون المقابلة».
وما أدراك ما «المقابلة»؟ «المقابلة» دفع الضرائب المربوطة على الأرض المصرية عن ست سنوات مقدما، مقابل إعفاء هذه الأرض، فيما بعد، من نصف تلك الضرائب إلى الأبد.
فلما اختمر المشروع في فكره، جمع المجلس الخاص، وأقنعه بوجوب إجراء ذلك القانون، بعد تفهيم المصريين ما هو الغرض المقصود منه، وتحبيبه إليهم.
فاتفق رأي المجلس الخاص على رفع تقرير إلى الخديو يميط اللثام عن دواعي وضع ذلك القانون، وعلى نشر نبذة باللغة العربية، وتوزيعها في كل جهات القطر، لتوضيح المقصود من تلك «المقابلة».
أما التقرير فهاك أهم ما جاء فيه:
إن المجلس الخاص يرى أن حالة مصر المالية لا توجب القلق مطلقا، ولكنها تستلزم عناية سموكم من جهة مراعاة رخاء البلاد في المستقبل. ومن المعلوم أن الأسباب التي أدت بالخزينة العامة إلى شبه الضيق المالي هي:
Página desconocida