============================================================
الجواهر العزيزة دنس، ولا يظفر بها - والعياذ بالله - عدو .
الأصل الخامس : أني تأملث حاله فوجدت له خمسة أحوال ليست لغيره من أعضاء ابن آدم.
أحذها : أن العدو قاصد إليه ، مقبل عليه، ملازم له؛ فإن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم الأيسر، فهو منزل الإلهام والوسوسة ، يقرعانه أبدا بالدعوتين كلاهما ؛ الملك والشيطان(1).
والثاني : أن الشغل له أكثر؛ فإن الهوى والعقل كلاهما فيه ، فهو معترك العسكرين : الهوى وجنوده، والعقل وجنوده ، فهو أبدا بين تحاربهما وتقاتلهما وتناقضهما، وحق للثغر أن يحرس ويحصن ولا يغفل عنه : والثالث : أن العوارض له أكثر؛ فإن الخواطر له كالسهام ، لا تزال تقع فيه ، وكالمطر ، لا تزال تمطرو عليه ليلا ونهارا لا تنقطع عنه ، ولا أنت تقدر علىا منعها فتمتنع، وليس هو بمنزلة العين التي بين جفنين تغقض فتستريخ، أو تكون في موضع خال أو ليل مظلم فتكفى رؤيتها ، أو اللسان الذي هو وراء الحجابين : الأسنان والشفتين، وأنت القادر عليى منعه وتسكينه، بل القلب غرض للخواطر، لا تقدر على منعها والتحفظ عنها بحال، ولا هي تنقطع عنك بوقت، ثم النفس مسارعة إلى اتباعها، والامتناع عن ذلك في مجهود الطاقة أمر شديد، ومحنةآ عظيمةآ والرابع : أن علاجه عليك عسير ؛ إذ هو غيب عنك ، فلا تكاد تشعر حتى تدب فيه آفه، وتحدث له حالة، فتحتاج إلى أن تبحث عن ذلك أتم البحث، بطول الجهد، ودقيق النظر ، وكثرة الرياضة.
والخامسن : أن الآفات إليه أسرع ، فهو إلى الانقلاب أقرب، فلقد قيل : أمن البسيط) إن القلب أسرع انقلابا من القدر في غليانها، ولذلك قيل : ما سمي القلب إلا من تقلبه والرأي يضرب بالإنسان أطوارا
Página 114