Inspiración de una Revolución Husayní
Géneros
من عند الله وكانت مصلحة الاسلام تفرض عليه ان لا يتجاهر في بعض الاعمال والواجبات ، وما ورد حول اسلامه في مجاميع الحديث السنية كله من صنع الامويين كما تؤكد ذلك عشرات الشواهد ، ولا ذنب له الا انه ولد الامام امير المؤمنين عليه السلام كما ذكرنا ذلك اكثر من مرة.
ولم يحدث التاريخ عن موقف للعباس ولا لغيره من الهاشميين باستثناء الحمزة بن عبد المطلب في مطلع الدعوة يتسم بالحزم والصلاة في مقابل قريش وتحدياتها لمحمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وما انزلته به من الاذى والمطاردة والاساءة ، وبعد ان استقامت الأمور للرسول الاعظم وانتشرت رسالته وخضعت لها الجزيرة العربية وانطلقت الى ما ورائها لم يرد لغير عبدالله من العباس الذي لازم امير المؤمنين واستفاد من علمه وأصبح بما اخذه عنه من أعلام المسلمين الاوائل وأحد المراجع الكبار فيما أشكل عليهم من المسائل ، لم يرد لغيره ذكر من تلك الاسرة يلفت الانظار اليهم وكانوا يعتزون بقرابتهم لامير المؤمنين وأبنائه كاعتزازهم بالنبي صلى الله عليه وآله ولكنهم لم يكونوا بنظر الناس شيئا بالقيام الى العلويين ، وجاء عن المنصور انه كان اذا ركب محمد بن عبدالله بن الحسن يأخذ بركابه ويسوي له ثيابه على سرج فرسه ويمشي الى جانبه جلالا واكبارا له وحينما توالت الانتفاضات على الامويين بعد النقمة العارمة عليهم التي خلفتها مجزرة كربلاء وبعد الظلم الفادح الذي لحق بالمسلمين منهم ومن ولاتهم في العراق وغيره من المقاطعات انضم العباسيون الى العلويين بعد ان وجدا ان وقوفهم الى جانب بني عمومتهم ربما يهيئ لهم الاجواء التي تفيدهم ولو بعد حين ، واتفقوا على محمد بن عبدالله ابن الحسن المثنى وكان ممن بايعه ابراهيم والسفاح والمنصور الدوانيقي وكان المنصور أشدهم حماسا لبيعته وعقدوا اجتماعا دعوا اليه الامام الصادق عليه السلام لأخذ رأيه في هذه البيعة ولما حضر معهم طلبوا منه
Página 177