أوصل إلينا؟ أبلغ غايته؟
أتينا :
بل انتهى إلى باب القائدين.
أوديسيوس :
وكيف وقف ذراعه المندفعة إلى سفك الدماء؟
أتينا :
أنا التي حرمته هذا الفرح الأثيم حين خيلت لعينيه صورا مضللة، ودفعته إلى هذه الماشية التي غنمتموها من العدو ولم تقتسموها بعد، والتي كان يحرسها الرعاة مختلطة، فأنحى عليها وأوقع مذبحة بهذه الحيوانات ذات القرون من حوله. كان يقصم ظهورها، وكان يرى أنه يقتل بيده مرة الأتريين
3
ومرة زعيما آخر من زعماء اليونان.
أجل! هذا الرجل الذي أضله الجنون أنا التي كنت أثيره وأدفعه إلى شباك مهلكة، فلما أتم مهمته ورفع رأسه قرن ما بقي حيا من قطعان البقر والغنم وساقها إلى خيمته، وكان يرى أنها رجال لا حيوانات ذات قرون، وهو الآن في خيمته يمزقها تمزيقا، وسأظهرك على جنونه البين، فإذا رأيت ذلك قصصته على اليونان جميعا، لا تخف، أقم لا تخش شرا من هذا الرجل، سأحول عينيه فلا يرى مكانك. وأنت هذا الذي يشد وثاق أسراه، أقبل إني أدعوك، إنما أتحدث إلى أياس، ابرز أمام خيمتك.
Página desconocida