تكروس :
لن يدهشني - أيها الأصدقاء - أن يخطئ رجل من الدهماء بعد أن رأينا الذين ينحدرون من أسر كريمة يسرفون على أنفسهم في القول إلى هذا الحد. لننظر ولنراجع حديثك من أوله، تزعم أنك قدت أياس إلى هذا المكان حليفا لليونان، ولكن ألم يبحر مختارا حرا غير خاضع لأحد؟ على ما تعتمد حين تزعم أنك كنت له قائدا؟ وبأي حق تريد أن تسود الشعب الذي قاده هو؟ لقد جئت ملكا لأسبرتا لا سيدا لنا، ولم يكن لك الحق في أن تسوده كما لم يكن له الحق في أن يسودك.
لقد أبحرت خاضعا لغيرك ولم تستمتع قط بالسلطان الأعلى، ولم يذعن لك أياس قط، فأملك على رعيتك وأنبهم - إن شئت - بهذا الحديث الذي تملؤه الكبرياء، فأما هو فسواء منعت ذلك أنت أو منعه غيرك فسأضعه في قبره غير حافل بما تقول. إنه لم يحارب من أجل امرأتك كما تحارب رعيتك، وإنما حارب للعهد الذي قطعه على نفسه، لم يحارب قط من أجلك فإنه لم يكن يحفل بالذين لا يعدلون شيئا، بعد ذلك تستطيع أن تذهب فتستنجد بالأبطال، بل بالقائد نفسه أيضا فإن ضجيج ألفاظك لا يبلغني ما دمت على هذه الحال التي أنت عليها.
رئيس الجوقة :
ولست أحب كذلك لهجة كهذه اللهجة حين يكون الإنسان مثقلا بالشقاء، فإن الألفاظ العنيفة مهما تكن صائبة عادلة تؤذي كما يؤذي العض.
منيلاووس :
إن الرامي لا يظهر التواضع.
22
تكروس :
إن صناعتي ليست تزري بالرجل الحر.
Página desconocida