![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_155.png)
غلطه ، وذلك عند بعد مفرط أؤ قرب مفرط ، أو اختلال شرط من الشروط الثمانية التي فيها (1).
وأكثر أغاليط النظار من التصديق بالمألوفات والمسموعات في الصبا . . من الأب والأستاذ وأهل البلد والمشهورين بالفضل .
وقد انتهى هذا الداء بطائفة إلى أن صدقوا بأن الحروف التي ينطقون بها في الحال قديمة ، ولؤ شئلوا عن ألسنتهم . . لقالوا هي حادثة ، ولؤ قيل له : كيف كان كلامك : أكان قبل لسانك أو بعده ؟.. لقال : بعده ، فإذا قيل : فما هو بعد لسانك كيف يكون قديما ؟! وكيف يكون قديم متأخر عن حادث ؟!(2) .. لم ينفع هذا معهم.
واعلم : أن من الأذهان ما فطر فطرة تتسارع إلى قبول كل مسموع ، ثم ينصبغ به انصباغا لا يمكن ألبتة انخلاعها عنه ، ويكون مثالها كالكاغد الرخو الذي يغوص الحبر في عمقه ، فإن أردت محوه . . لزمك إفساد الكاغد وخرقه ، وما دام الكاغد موجودا . . كان السواد فيه موجودا ، فهلؤلاء أيضا ما دامث أدمغتهم اغزاصاح موجودة . . كانت هلذه الضلالات فيها موجودة ، لا يقدر البشر على إزالتها .
Página 153