![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_137.png)
وأما مثال المختلطات المركبة من كل نمط : فكقولك : الباري تعالى إن كان على العرش . . فهو : إما مثل ، أو أكبر، أؤ أصغر ، وكل مساو وأكبر وأصغر .. مقدڑ، وكل مقدر : إما أن يكون جسما ، أؤ لا يكون جسما ، وباطل ألا يكون جسما ، فثبت أنه جسم ، فيلزه أن يكون الباري تعالى جسما ، ومحال أن يكون جسما ، فمحال أن يكون على العرش .
وهلكذا تجري أكثر المقاييس في التصانيف والمناظرات ، وبه تتيسر التلبيسات ؛ إذ يمكن أن يهمل فى وسط هلذه الكثرة مقدمة فيها غلط ، فمن لا يقدر على تحليل هلذا التركيب ورده إلى ما سبق .. ربما غلط من حيث لا يدري ، وصدق بقياس لا يجب التصديق به.
وقد اشتمل هلذا على النمط الأول ، وعلى النمط الثانى وهو التلازم ، وعلى النمط الثالث وهو التقسيم والتعاند ، وإذا أتقنت المفردات . . أمكنك رد المختلطات إليها ، فلست أطول بتعليم وجه التحليل .
فقد لاح لك بهذه الأمثلة أنه لا يتصور أن ينطق أحد في معرض دليل بكلمة إلا ورجع إلى ما ذكرناه .
Página 135