Minarete de la mezquita blanca en Ramla
مئذنة الجامع الأبيض في الرملة
Géneros
94
أما العليمي الحنبلي فقد قال عنه:
95 «وقد صار المسجد الجامع القديم بظاهر المدينة من جهة الغرب، وصار حوله مقبرة، وقد بنى فيه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون منارة، وهي من عجائب الدنيا في الهيئة والعلو، وذكر المساجفرون أنها من المفردات ليس لها نظير، وكان الفراغ من بنائها في نصف شعبان سنة ثماني عشرة وسبعمائة (1318م)، ولم يبق حول الجامع المذكور من الأبنية القديمة سوى حارة بجواره من جهة الشمال حكمها حكم القرى، وأما المدينة فصارت منفصلة عنه، وهذا الجامع بناه بعض الخلفاء الأمويين، وهو سليمان بن عبد الملك المتقدم ذكره لما ولي الخلافة في سنة ست وتسعين من الهجرة الشريفة.
96
وهو جامع متسع مأنوس، عليه الأبهة والوقار والنورانية، ويعرف في عصرنا وقبله بالجامع الأبيض، وفي صحنه السماوي مغارة تحت الأرض مهيبة يقال: إن بها دفن سيدنا صالح النبي - عليه السلام - وتقدم ذكر ذلك.
97
ثم جدد عمارة الجامع الأبيض في زمن الملك الناصر صلاح الدين على يد رجل من دولته اسمه إلياس بن عبد الله أحد جماعة الأمير علم الدين قيصر عين الأمراء بالدولة الصلاحية، كانت عمارته في سنة ست وثمانين وخمسمائة (1190م)، ثم لما فتح الملك الظاهر بيبرس يافا في سنة ست وستين وستمائة عمر القبة التي على المحراب والباب المقابل للمحراب وهو المجاور للمنبر الذي يخطب عليه للعيد، وعمر المنارة القديمة، وقد زالت، وبني عوضها المنارة الموجودة الآن، وأما المدينة يومئذ فقد تقهقرت ونقصت جدا، وقل ساكنها، ومع ذلك فهي مقصودة للبيع والشراء لا تخلو من بركة في معيشتها ببركة أرضها وسكانها من الأنبياء والصحابة والعلماء والأولياء ... وفيها الإمام المحدث الحافظ أبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي
98
أحد أئمة الدنيا في الحديث، مولده في سنة 214، ووفاته بالرملة سنة 303، وقبره يقال: إنه بظاهر الجامع الأبيض بلصق حائطه من جهة الشرق في حوش هناك، وقيل إنه في عكا، والله أعلم.»
قلنا والراجح أن عكة محرفة عن مكة.
Página desconocida