Minarete de la mezquita blanca en Ramla
مئذنة الجامع الأبيض في الرملة
Géneros
82
في هذه الديار، ودفن في ضاحية الرملة، ومقامه مقصود للزيارة إلى يوم الناس هذا. (6) المواسم الفلسطينية
وبظاهرها من جهة الغرب بالقرب من البحر المالح مشهد يقال إن به ضريح سيدنا روبيل وهو المذكور بالتوراة باسم راءوبين بن يعقوب عليهما السلام، وهو مكان مأنوس يقصد للزيارة، وفي كل سنة له موسم يجتمع فيه الناس من الرملة ويافا وغزة وغيرها، يبتدئ من أول الشهر الهجري الذي يدخل مع شهر سبتمبر وينتهي بآخره، تضرب فيه السرادقات، وتقام فيه المسرات والأفراح، وهذا الموسم يجري عليه الزوار منذ قرون متطاولة نعرف منها القرن التاسع للهجرة والخامس عشر للميلاد؛ لأن مجير الدين ذكره في «الأنس الجليل»،
83
ولعله أقدم منه بمئين من السنين؛ أي من عهد الظاهر بيبرس الذي بنى سنة 668ه/1269م قبة على مقام سيدنا موسى الكليم الذي لم يدخل إلى فلسطين بشهادة التوراة، وهذا المقام يقع بين بيت المقدس وأريحا، وسن هذه السنة السياسية؛ لتكافئ القوى بين زوار المسلمين وحجاج النصارى في بيت المقدس وضواحيه ، ولا تزال الأرزاق تجرى على زائري مقام الكليم مدة أسبوع تفد فيه الوفود عليه من جميع أنحاء فلسطين بالطبول والأعلام والسيوف، وما أشبه ذلك من الحركات العسكرية، وذلك في الشهر الهجري الذي يوافق شهر أبريل «نيسان»؛ حيث يكون عيد الفصح عند الأمم النصرانية ويكثر قدوم حجاجهم فيه، ولموسم النبي موسى مراسيم خاصة لا زالت متبعة إلى اليوم، من المناداة في صحن المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة أن يوم الخميس القادم ينشر العلم، ويقصد الناس إلى الزيارة بعد صلاة الجمعة، وفي ذلك اليوم تجرى احتفالات بالأناشيد والأهازيج، ويهبط الناس إلى المقام، وتستمر أيام الزيارة مدة الأسبوع؛ حيث يعود العلم فيطوى يوم الجمعة التالية بعد الصلاة إلى السنة القادمة. (7) الجامع الكبير
ورأينا أن ننقل وصف الجامع الكبير الموجود في الرملة عن دليل الأب مايسترمن ما دمنا قد وفينا المدينة حقها من الوصف قال:
84
هو كنيسة مار يوحنا القديمة التي بنيت في القرن الثاني عشر، والتي حولت مسجدا منذ القرن الثالث عشر، ولعل هذه أسلم جميع الكنائس الموجودة من ذلك العصر، شكلها مستطيل 144 × 72 قدما مقسوم إلى ثلاثة أبهاء، والبهو المتوسط يعلوه عقد رأسي «غوطي» مرتكز على سبعة من الأقواس المتقاطعة، ولما كان البهوان الجانبيان محاطين «بمصاطب»؛ فقد كان من السهل إيجاد نوافذ عند أطراف العقد، وقد كانت واجهة البناء قبلا جميلة جدا، لكنها الآن مختفية خلف جدار عادي كان بناؤه ضروريا لتجنب الأقذار، كما أن أرض المسجد رفعت قدمين لنفس السبب، وتقوم الآن منارة حيث كانت قبة الأجراس الكنسية.
الجامع الأبيض
وكان الأحرى أن نقول المسجد الأبيض، إلا أننا جارينا الجغرافيين المتأخرين الذين ذكروه بهذا الاسم، وأول من ذكره من المؤرخين البلاذري بقوله:
Página desconocida