Muerte del único hombre en la Tierra
موت الرجل الوحيد على الأرض
Géneros
ردت زكية في هلع: إنه في الحقل. لماذا تريده؟ ماذا فعل؟
رد الشيخ زهران في غضب: ابنك جلال لص كبير يا زكية! لقد سرق هذه الصرة من بيت العمدة، وهي مليئة بقطع النقود الفضية. انظري!
فتح لها الصرة ودهشت حين رأت قطع النقود الفضية الكثيرة وصاحت: ابني جلال لا يسرق يا شيخ زهران. إنه لم يدخل بيت العمدة أبدا!
ضحك الشيخ زهران في سخرية: أنت لا تعرفين شيئا عن ابنك يا زكية، أو أنك تعرفين وتتجاهلين. ألم يخبرك بمسألة هذه الصرة؟
ردت بسرعة: لا يا شيخ زهران، أقسم لك إنني لا أعرف عنها شيئا، وابني جلال لا يمكن أن يكون السارق.
رد الشيخ زهران في سخرية: ومن إذن الذي سرقها يا زكية؟ من إذن الذي خبأها في بيتكم تحت الفرن؟ عفريت؟
لطمت زكية على خديها وهي تقول: أبدا أبدا، ابني جلال ليس لصا، لن تأخذوه كما أخذتم كفراوي!
لكنهم أخذوه. لم يعرف جلال ما الموضوع، ساقوه بجلبابه إلى القسم، من حجرة إلى حجرة، ومن تحقيق إلى تحقيق. كان مذهولا وعيناه مفتوحتان متسعتان لا يكاد يعرف شيئا مما يدور حوله. خيل إليه أنه كابوس ثقيل أو حلم غريب، ولم يكن يعرف بماذا يجيب على الأسئلة سوى أن يقول: «لا أعرف شيئا، لا أعرف لماذا أنا هنا، لا أعرف شيئا عن هذه الصرة، لم أدخل بيت العمدة أبدا.»
وجاء الشهود، ومنهم شيخ الخفر، أحدهم رآه خارجا يجري من الباب الخلفي لبيت العمدة، والآخر رآه يحمل شيئا في يده كالصرة، وواحد حاول أن ينادي عليه فلم يرد، وظل يجري حتى دخل بيته المواجه لبيت العمدة. وتكلم شيخ الخفر في نهاية الشهود قائلا إنه كان يحترم جلال كأحد الجنود الذين يدافعون عن أرض الوطن، وكان يثق به، لكنه اضطر إزاء كلام الرجال أن يذهب إلى تفتيش بيت جلال حيث عثروا على الصرة. وقال إن هذه هي المرة الأولى لجلال أن يسرق، وإنه لا يعرف ما الذي دعاه إلى السرقة سوى أن الديون تراكمت عليه، وأنه كان يضطر إلى دفع جزء من الدين وإلا تعرض لإجراءات الحكومة التي تتخذ فورا حين يرفض الفلاح الدفع.
كان شيخ الخفر مدربا على الكلام أمام رجال البوليس، يعرف لغتهم ويعرفون لغته. وما إن أنهى الشيخ زهران شهادته حتى اتجه المحقق إلى جلال وسأله: ألديك أقوال أخرى؟
Página desconocida