Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

Tabghurin Malshuti d. 450 AH
92

Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

كتاب متن الجهالات في علم التوحيد

Géneros

فقل : لما رأيته لا تخفى عليه المسائل ولا تزرأه/[32] النوائل ولا ينقصه نائل، علمت أنه غني (¬1) .

فإن قال : الله حكيم ؟

فقل : نعم.

فإن قال : ما معنى حكيم ؟

فقل : ليس بعابث.

فإن قال : ما الدليل على أنه حكيم؟

فقل : ما وجد من وضعه الأشياء [في] (¬2) مواضعها [دل] (¬3) على أنه حكيم (¬4) .

فإن قال : الله كريم ؟

فقل : نعم.

فإن قال : ما معنى كريم ؟

فقل : ليس ببخيل.

¬__________

(¬1) - إن الغني في صفة الله - عز وجل - من وجوه: غني بمعنى أنه يهب الكثير ولا ينقصه ، وخزائنه لا تبيد ولا تفنى . وقد قال الله - عز وجل - (( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ))= =(النحل:96 ). وهو جواب صاحب الكتاب هذا . وغني أيضا عن الشركاء والوزراء. ولم يستظهر فيما خلق بظهير ، ولم يستعن على ما ملك بوزير. أي أنه هو الذي خلق وملكه كله فهو غني حميد . وغني أيضا عن طاعة عباده ، ولا تزيده طاعة من أطاع ولا تنقصه معصية من عصى . غني عن كل ذلك وغني أيضا أي أغنى من أغنى من عباده . قال الله - عز وجل - (( وانه هو أغنى وأفنى)) ( النجم:48) .

(¬2) - + من الشرح، ص418.

(¬3) - + من الشرح، ص418.

(¬4) - إن قوله: حكيم وعليم ، معناهما واحد ، قال الله - عز وجل - :(( يؤت الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا )) (البقرة:269) وقال(( ولقد آتينا سليمان الحكمة)) (لقمان:12) وليس يضع الأشياء في مواضعها إلا من يعلمها ويعلم إيرادها من إصدارها . والحكمة صفة ذات ينفى بها عن الله - عز وجل - العبث والسفه . والسفيه هو الذي لا يعلم ما يأتي وما يذره ، والعبث الذي يعمل بغير الحكمة ، كقوله - عز وجل - (( ما خلقنا= =السماء والأرض وما بينهما باطلا )) (سورة ص:27) أي لم يخلقهم لغير الحكمة . فأما الحكم من الله - عز وجل - بين عباده فهو فعل من أفعاله ، ليس بصفة . ويقال : الله - عز وجل - : حكيم وحاكم ومحكم ، أي أحكم تدبيره وأتقنه .

Página 102