Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

Tabghurin Malshuti d. 450 AH
85

Texto sobre la Ignorancia en la Ciencia de la Unidad

كتاب متن الجهالات في علم التوحيد

Géneros

فقل : إن معنى ذلك كله العلم، وهو تبارك وتعالى عالم بنفسه ودلنا على صفاته، وإنما أصاب الخلق كله المعرفة به من قبله [والحمد لله رب العالمين] (¬1) .

¬__________

(¬1) -+ من الشرح، ص397. فأما سؤاله : هل يقال : الله يسمع نفسه ويبصرها؟ فقد أجاب صاحب الكتاب بأن المعنى في ذلك على معنى العلم. وقد قال بعض المتكلمين: بأن يسمع، لا يجوز إلا على الأصوات ، وكذلك يبصر عندهم ،لا يجوز إلا على الألوان والذي نقول هو أن معنى يسمع في صفة الله - عز وجل - معناه معنى يعلم، وكذلك يبصر في صفته - عز وجل - على معنى العلم. فعلى هذا الجواب أنه قد يقال له - عز وجل - : يسمع كل شيء ويبصر كل شيء ، وليس كذلك في صفته - عز وجل - مثل ما هو في صفة غيره من المخلوقين لأن السميع من الخلق،إنما هو للأصوات خاصة فقط . وكذلك البصير في صفة الخلق للألوان دون سائر الأشياء .قال الله - عز وجل - (( بصير بما تعملون )) (الحجرات:49) والأعمال ليست بألوان . وأما قوله: ( وإنما أصاب الخلق كله المعرفة به من قبله) يريد بذلك أن الله - عز وجل - أرسل رسله، وأنزل كتبه، ودلهم على صفته ، ونبههم إلى معرفته، ودعاهم إلى عبادته، فهو معنى قول صاحب الكتاب : إنما أصاب الخلق كله المعرفة به من قبله، أي بإرساله تعالى الرسل إلى خلقه لإرشادهم وقطع الحجة عليهم في الآخرة . أما المعتزلة ومن قال بقولهم من أهل الفكر أن المعرفة لله - عز وجل - بالفكر ومشاهدة الخلق ، وليس المعرفة بالله - عز وجل - عندهم من قبل الرسل ولا من قبل الكتاب . وقال المسلمون ومن وافقهم: إن المعرفة بالله - عز وجل - والحجة في ذلك بالرسل والكتب، لأنهم جميعا على اختلافهم مجمعون على أن الله - عز وجل - دعا عباده إلى طاعته بغاية الاستدعاء ، وبين لهم بغاية البيان..وأي بيان أبين من الرسل وهم سفراء فيما بينه وبين خلقه ، ولا يكون - عز وجل - أن يدع الأمر ، هو أدعى إلى معرفته وأرشد إلى عبادته وطاعته فيدعه غلى غير ذلك من الذي قال به أهل الفكر من المعتزلة . قال تعالى :(( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) (الإسراء:15) وقال : (( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا )) (طه:134) الآية ..الخ .

Página 95