Las demandas del solicitante en las virtudes de la familia del Profeta

Ibn Talha Kamal Din Nasibi d. 652 AH
86

Las demandas del solicitante en las virtudes de la familia del Profeta

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

حبسوا عنانك إذ جريت ولو

تركوا عنانك لم تزل تجري

فاشتهرت قصته وظهر فسقه وشاع بين الناس أمره وافتضح بسوء فعله، وأنكر ذلك عليه ، فحده عثمان وعزله عن الكوفة لذلك ثم بالرقة.

فانظر إلى الحكمة الإلهية التي هي سر هذه القضية، فإن عليا ((عليه السلام)) لما سمى الوليد فاسقا وأنزل الله (جل وعلا) هذه الآية وأخبر أن عليا ((عليه السلام)) مؤمن وأن الوليد فاسق، أجرى قدره وقضاه بما ظهرته في عالم الشهادة والحس الجمع لعلي ((عليه السلام)) في تصديقه في قوله للوليد بين الخبر والعيان، فأظهر شرب الخمر الذي هو أجمع أسباب الفسوق وسوء سمعته بين الناس ثم إقامة الحد على رءوس الأشهاد، ليتيقن ذوو الأبصار من المؤمنين والمنافقين وجود صفة الفسق في الوليد كما سماه علي ((عليه السلام)).

ثم إذا كانت إحدى الصفتين المتقابلتين وهي الفسق موجودة في الوليد جزما، كانت الصفة المقابلة لها وهي الإيمان موجودة لعلي جزما.

هذه لطيفة مشيرة برمزها إلى العناية الربانية لعلي ((عليه السلام)) فتنبه لها.

ومن ذلك آية المباهلة وهي قوله (تعالى وتقدس): فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم .

هذه الآية قد تقدم بسط القول [فيها و] في بيان سبب نزولها وفي تصريحها بفضيلة فاطمة والخمسة أهل العبا ((عليهم السلام)) بمدلولها، غير أني أعدت في هذا الفصل ذكرها ليكون فضيلة علي ((عليه السلام)) بخصوصه من مقاصيد محصولها.

وقد تقدمت من ذلك أنه قد نقل أن المراد بقوله [تعالى] وأنفسنا هو علي ((عليه السلام)) ويمتنع أن تكون نفس علي هي نفس النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بعينها، فيكون المراد من الآية

Página 95