Las demandas del solicitante en las virtudes de la familia del Profeta
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Géneros
[الآية] يعني بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد، وكفى بهذه القصة شهادة من الله (جل وعلا) لعلي بكمال فضيلته وإنزاله (سبحانه وتعالى) قرآنا يتلى [على] الابد بتصديق مقالته، ووصفه إياه بالإيمان الذي هو عنوان علمه ونتيجة معرفته، وقد ضمن هذه القصة حسان بن ثابت شاعر رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أبياتا من نظمه، وجعلها قائمة في تحسين شعره وترتيبه مقام رقمه، وفي ذلك دلالة واضحة على كمال درايته وفهمه حيث أودع شعره ما نزل به القرآن من إصابة علي وتسديد سهمه فقال:
أنزل الله والكتاب عزيز
في علي وفي الوليد قرآنا
فتبوأ الوليد من ذاك فسقا
وعلي مبوأ ايمانا
ليس من كان مؤمنا عرف الله
كمن كان فاسقا خوانا
سوف يجزى الوليد خزيا ونارا
وعلي لا شك يجزى جنانا
فعلي يلقى لدى الله عزا
ووليد يلقى هناك هوانا
وفشت هذه الابيات من قول حسان وتناقلها سمع عن سمع ولسان عن لسان.
وأما هذا الوليد بن أبي معيط فان جده أبا معيط كان أبوه ذكوان يقول أنه ابن أمية بن عبد شمس، وقيل لم يكن ابنه بل كان عبده فاستلحقه فكان ينسب إلى غير أبيه. ثم إن الوليد هذا اسلم يوم فتح مكة ولما تولى عثمان الخلافة ولاه الكوفة إذ كان أخاه لأمه على ما تقدم، فبقي واليا في الكوفة يشرب الخمر حتى صلى الفجر في مسجدها بالناس أربع ركعات وهو سكران [لا يعقل] ثم التفت إليهم وقال أزيدكم فعلم الناس أنه لا يعقل فقال فيه الحطيئة العبسي:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه
أن الوليد معاقر الخمر
نادى وقد تمت صلاتهم
أأزيدكم؟ ثملا! ولا يدري
قالوا: أبا وهب- وقد علموا-* أقرنت بين الشفع والوتر؟!
Página 94