Las demandas del solicitante en las virtudes de la familia del Profeta
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Géneros
فالتقوى ثابتة له بصفة الزيادة على غيره من المتقين، وأما زهده في الدنيا فقد ذكرنا في الفصل المعقود لذلك ما فيه غنية وكفاية ولا حاجة إلى إعادته هاهنا، ويلزم من حصول صفة التقوى وصفة الزهد له أن يترتب عليها مقتضاهما من حصول العلم المفاض على قلبه من غير دارسة بل بتعليم الله (تعالى) إياه.
واعلم أن باعتبار كون ذلك صفة ذاتية لقلبه جعلنا هذا المقدار مساقا في فصل صفته، فذكرناه فيه وأوردناه خاتمة له ولم نجعله في فصل علمه لهذا المعنى فافهمه.
الفصل الخامس: في محبة الله (تعالى) ورسوله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) له، ومؤاخاة الرسول إياه:
وامتزاجه به وتنزيله إياه منزلة نفسه وميله إليه وإيثاره إياه، قبل الشروع في المعاقد المقصودة والمقاصد المعقودة في هذا الفصل، لا بد من شرح حقيقة المحبة وكيفية إضافتها إلى الله (تعالى) وإلى العبد، فإن العقل إذا لم يحط بتصور ذاتها، لم ينتظم قضاؤه عليها ولا بنفيها ولا إثباتها، ولم يستقم حكمه لها بشيء من نعوتها وصفاتها.
فأقول المحبة حالة شريفة أخبر الله (عز وجل) بوجودها منه لعبده ومن عبده له فقال (جل وعلا) فسوف يأتي (الله) بقوم يحبهم ويحبونه وقال:
إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وقال: إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص وقال: إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله . ونقل الثقات أن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أخبر عن الله (عز وجل) أنه قال: «لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته وإن استعاذ بي أعذته» وقال ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «إذا أحب الله (تعالى) عبدا
Página 74