كنت أمزح كثيرا مع كل زملائي في المدرسة، ومع الناظر خصوصا، وعرفت زميلاتي مرات كثيرة أني أقرأ الفنجان، وعندي سحر، وأفسر الأحلام.
كل يوم أسمع عشرات الأحلام من زميلاتي، يرغبن مني أن أفسر أحلامهن.
حين تقص إحدى زميلاتي علي الحلم، أقوم بحركات تشنجية في يدي ورأسي، كأن العالم الآخر يدخل في جسدي، فأرعب من يجلس أمامي، وأقول ما أقول من التفسير للحلم، ويصدقون ما أقول من الخرافات. ببساطة من يخاف، يصدق كل شيء. نصيبي بعد كل تفسير، نصف «سندويش» زميلتي.
تمر أيام رائعة، أتذوق فيها أربعة أو خمسة أنواع من «السندويتشات»، وحين أرغب في جمع مصروف زميلاتي، كنت أحضر بيضة وأفرغها من الصفار والبياض، وأضع داخلها خنفساء، ثم أعيد البيضة لهيئتها بلاصق شفاف، وأذهب للمدرسة، وأقوم بعمل دعاية كبيرة.
يوجد معي جني صغير، من يرد أن يراه فلا بد أن يدفع نصف شيكل.
زميلاتي والمدرسون والناظر، الكل يدفع نصف شيكل، كنت أسامح المدرسين والناظر، ولا آخذ منهم، عسى أن ينفعوني في إحدى المواد.
أذهب بهم إلى مكان معتم، وأخرج البيضة من جيبي، وأقول لهم: «الجني يسكن في البيضة، من عنده أمنية فليرددها في سره.»
وحين أضع البيضة على الأرض، تتدحرج بفعل حركة الخنفساء، فيدهش الجميع. منهم من يرتعب ويصرخ حين تقترب البيضة منه، وبعض زميلاتي يفقدن الوعي، والمدرسون يخافون أيضا، وأما الناظر فيبقى صامتا كتمثال من شمع.
بعد أن أجمع أنصاف الشواكل أخرج من الغرفة، ومن ثم ألقي البيضة والخنفساء في سلة المهملات. الجميل بعد هذا اليوم أن أخي وابن عمي ينتظراني على باب المدرسة، ويتقاسمان معي الشواكل، وأنا راضية؛ لأنهما كانا يشتريان الألعاب النارية التي ندعوها «القنابل»، ويفجرانها في الشوارع، وكنا نضحك كثيرا.
كلية صناعية
Página desconocida