Mashariq Anwar al-Uqul
مشارق أنوار العقول
Géneros
( قوله ومن عصى ولم يتب) الخ هذا بيان مذهب أهل الاستقامة، أي من عصى بكبيرة ولم يتب منها حتى مات عليها فهو مخلد في النار دائما نشهد بذلك لأخبار الله إيانا به، كما في قوله تعالى ((ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا))([4])واعترض بأن المراد من عصى الله ورسوله في التوحيد، وأجيب: بأن اللفظ عام ولا مخصص وقوله تعالى ((بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئة فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون))([5]).
(واعترض) بأننا لا نسلم أن صاحب الكبيرة أحاطت به خطيئة من كل جانب، لأن له حسنات لا يظلم إياها (ويجاب) بأنه أحبط حسناته بإصراره على الكبيرة فلم يظلم شيئا، لأنه قد أخبر إنما يتقبل الله من المتقين ولا شك أن صاحب الكبيرة ليس بمتق فلم يتقبل شيئا من حسناته مع إصراره على الكبيرة، ولا قبله إذا مات عليه.
(وقوله) تعالى: ((وما يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها))([6]) (واعترض) بأن المراد من قتل مؤمنا على إيمانه ولا يقتل مؤمنا على إيمانه إلا مشرك.
(ويجاب) أن سياق هذه الآية ينفي هذا التعليل لأنه ذكر أولا حكم قاتل المؤمن خطأ ثم ذكر حكم قاتله عمدا، والمحكوم عليه في كلا الموضوعين واحد (وقوله) تعالى ((إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين))([7]) فلو كانوا يخرجون منها لزم أن يغيبوا عنها والفجور شامل للشرك وغيره.
(وأعترض) بأن المراد بالفجار هنا الكاملون في الفجور كما في ((أولئك هم الكفرة الفجرة))([8]).
(ويجاب) بأنه خلاف ظاهر من غير دليل (وقوله) تعالى ((أم حسب الذين أجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين عملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون))([9]).
(واعترض) عليه بوجهين.
(إحداهما): إن المراد بمجترحي السيئات هم المشركون.
(ويجاب): إنه لا عبرة بخصوص السبب مع عموم اللفظ.
Página 127