Mashariq Anwar al-Uqul
مشارق أنوار العقول
Géneros
انفرد بإخراجه مسلم، ورواه أيضا مسلم والترمذي من حديث عبد الملك بن عمير به وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه، ورواه النسائي من حديث موسى بن طلحة مرسلا ولم يذكر فيه أبت هريرة، والموصول هو الصحيح وأخرجاه في الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
الفصل الرابع في الخلود في الجنة والنار
والناس فيه على مذاهب إحداها([1]) وهو قول الأشعرية أن أهل الشرك مخلدون في النار. وأهل الكبائر مما عدا الشرك
إما أن يعفى عنهم فلا يدخلونها، وإما أن يعذبوا بقدر أعمالهم ثم يخرجون منها.
(المذهب الثاني): أن أهل النار مشركهم وفاسقهم غير مخلدين فيها ونسب هذا إلى طائفة خرجت عن الإسلام.
(المذهب الثالث): إن أهل الكبائر غير معذبين قطعا وإنما العذاب لأهل الشرك خاصة ونسب هذا إلى مقاتل([2]) وبعض المفسرين.
(المذهب الرابع): أن الجنة والنار فانيتان بعد دخول أهل كل واحد منهما فيها ونسب هذا القول إلى جهم([3]) بن صفوان.
(المذهب الخامس): وهو مذهب أهل الاستقامة والمعتزلة أن أهل الكبائر من معاصي الله كانوا مشركين أو فاسقين مخلدون في النار دائما وأهل الطاعة مخلدون في الجنة دائما، لكن أهل الاستقامة يقولون إن التعذيب بعدل الله والثواب بفضله، والمعتزلة يقولون بوجوب ذلك عليه تعالى عن ذلك بناء على أصلهم الفاسد في التحسين والتقبيح العقليين، وقد تقدم الجواب عنه فها نحن نشرع الآن في بيان مذهب أهل الاستقامة وبيان حكم من خالفهم في ذلك من أهل تلك المذاهب كلها.
(ومن عصى ولم يتب يخلد=
في النار دائما بهذا نشهد)
Página 126