فقال «غدركم يا أهل العراق.»
قال: فرفع «عبد الله» سيفه ليضربه. فبدره «مصعب» بالسيف على البيضة، فنشب فيها. فجعل يقلب السيف ولا ينتزع من البيضة. قال: فجاءه غلام «لعبيد الله بن ظبيان» فضرب مصعبا بالسيف فقتله. ثم جاء «عبيد الله» برأسه إلى عبد الملك يدعي أنه قتله. قالوا: فطرح رأسه وقال:
نطيع ملوك الأرض ما قسطوا لنا
وليس علينا قتلهم بمحرم
ثم وقع عبد الملك ساجدا.
1
الأسباب التي أدت إلى مصرعه
لعل القارئ يستغني بتلك القطعة السابقة عن شرح الأسباب التي أدت إلى هلاك مصعب بن الزبير، فهي في اعتقادنا كافية لشرح أخلاقه وإظهار سر هزيمته. فأنت ترى عبد الملك لا يتعفف عن بذل المال وإغداقه على جنود أعدائه ليستميلهم به، وقد رأيت أن مصعبا كان بخيلا على الجند - وإن كان مسرفا على نفسه - حتى قال فيه القائل:
بضع الفتاة بألف ألف كامل
وتبيت سادات الجنود جياعا
Página desconocida