قال: «وامتنع عني النوم، ثم قلت: لعل الرجل يقدم وهو آمن، فإن كان آمنا فعسى أن ينال ما يريد، وإن قدم وهو حذر لم يقدم عليه إلا في شر، فلو التمست حيلة.» وقد تملك الخوف قلبه وخشي أن يخفق التدبير المحكم في قتل أبي مسلم ففكر في حيلة أخرى تضمن الفوز.
قال: فأرسلت إلى سلمة بن سعيد فقلت له: «هل عندك شكر؟»
فقال: «نعم.» فقلت: «إن وليتك ولاية تصيب منها مثل ما يصيب صاحب العراق تدخل معك حاتم بن أبي مسلم سليمان أخي؟»
قال: «نعم.» فقلت وأردت أن يطمع ولا ينكر: «وتجعل له النصف؟» قال: «نعم» قلت له: «إن «ككر» كالت عام أول كذا وكذا وكذا، ومنها العام أضعاف ما كان أول، فإن دفعتها إليك أصبت ما تضيق به ذرعا.»
قال: «فكيف لي بهذا المال؟»
قال: «تأتي أبا مسلم فتلقاه وتكلمه غدا وتسأله أن يجعل هذا فيما يرفع من حوائجه أن تتولاها أنت بما كالت في العام الأول، فإن أمير المؤمنين يريد أن يوليه - إذا قدم - ما وراء بابه ويستريح ويريح نفسه.»
قال: «فكيف لي أن يأذن أمير المؤمنين في لقائه؟»
قلت: «أنا أستأذن لك.»
ودخلت إلى أبي جعفر فحدثته الحديث كله، فدعا سلمة وقال له: «إن أبا أيوب استأذن لك، أفتحب أن تلقى أبا مسلم؟»
قال: «نعم.» قال: «فقلت أذنت لك، فاقرأه السلام وأعلمه بشوقنا إليه.»
Página desconocida