والوجه الثالث : ألا تقدير حذف مضاف ، غير أنك تجعل الرحماء هم الرحمة ، على المبالغة ، كما قالوا : رجل عدل ، ورجل زور ، ورجل علم ، وقوم صوم ، إذ (2) كثر ذلك منهم ، ومنه قول الخنساء (3) : ( من البسيط ) ... ... ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت فإنما هي إقبال وإدبار
فثبت بمجموع ما ذكرناه وهاء قول من زعم امتناع الرفع في الرحماء 0
3 ومن كلامه أيضا في لو :
... أما لو فتقع في الكلام على ثلاثة أوجه :
أحدها : امتناع الشيء لامتناع غيره 0
والثاني : بمعنى إن الشرطية ، كقوله تعالى : [ ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم (4) 0
والثالث : أن تكون بمعنى أن الناصبة للفعل المستقبل ، ولكنها لا تنصب ، وهو كثير في القرآن والشعر، فمن ذلك قوله تعالى : [ ودوا لو تكفرون ] (5) (و) (6) [ يود المجرم لو يفتدي ] (7) و[ ودوا لو تدهن فيدهنون ] (8) ولا يجوز أن تكون للامتناع ،(9) إذ لا جواب لها ، ولأن ود لا تعلق عن العمل إذ ليس من باب العلم والظن ، ويدل على أن معناها أن الناصبة أنها قد جاءت بعدها صريحة في قوله تعالى : [ أيود أحدكم أن تكون له ] (10) ، فإن قيل : فإذا كانت بمعنى أن فلم لم تنصب ؟ قيل : لأن لو قد تعددت معانيها فلم تختص ، وجرت لذلك مجرى حتى في الأفعال 0
-32-
والقسم الأول من أقسام لو يرد في اللغة على خمسة أوجه :
أحدها : أن تدل على كلام لا نفي فيه ، كقولك : لو قمت قمت ، ويفيد ذلك امتناع
Página 17