أحدها : أن يكون المصدر هنا بمعنى المفعول ، تقديره : إن مرحوم الله من عباده الرحماء ، ومثل ذلك قوله تعالى : [ هذا خلق الله ] (2) أي : مخلوق الله ، قال الله تعالى : [ والله مخرج ما كنتم تكتمون ] (3) ، قال أبو علي : لك أن تجعل ما مصدرية ، أي : مخرج كتمانكم ، وكتمانكم بمعنى مكتومكم ، لأن حقيقة الكتمان لا تظهر ، وإنما يظهر المكتوم ، وأنشد سيبويه (4) : ( من الخفيف )
أرواح مودع أم بكور ... ... ... أنت فانظر لأي حال تصير
إن شئت كان التقدير : أرائح أنت أم مبتكر ؟ وإن شئت كان التقدير : أمروح أنت أم مبكر بك ؟ ومنه قولهم : هذا درهم ضرب الأمير ، أي : مضروبه ، وهذا ثوب نسج اليمن ، أي : منسوجه ، وهذا درهم وزن ، أي : موزون ، وهو كثير 0
-31-
والوجه الثاني : أن المضاف إلى المصدر أو إلى الخبر محذوف ، فيجوز أن يكون التقدير : إن ذوي رحمة الله من عباده الرحماء ، أي : المستحقون لها ، ويجوز أن يكون التقدير إن رحمة الله حق الرحماء ، ومثل هذين الوجهين قوله تعالى : [ ولكن البر من آمن ] (1) تقديره : ولكن ذا البر من آمن ، أو ولكن البر بر من آمن 0
Página 16