في أسواق لندن
تعد منظمة (بوند ستريت) في وسط لندن مركزا لتجارة الآثار وما يعرف بالانتيك، فعملية الشراء والبيع جارية فيها على قدم وساق، ومن أسواقها ما هو متخصص بالمخطوطات وآخر بالعملات القديمة وأسواق أخرى متخصصة بالآثار، ويظهر أن المتاحف البريطانية المهمة عالميا كالمتحف البريطاني يعتمد خبراء وتجار هذه الأسواق في فحص وشراء الآثار، فعلى واجهات هذه الأسواق توجد صور لتحف شرقية وإسلامية بيعت بمئات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية، وطريقة التعامل مع هذه الأسواق أن يتسلموا البضاعة بإيصال رسمي حتى يتمكن خبراؤهم من فحصها وتقويمها.
استقبلت هذه الأسواق أعدادا كبيرة من مختلف الآثار والعملات والمخطوطات اليمنية، العملاء فيها يميزون ما هو يمني بمجرد النظر إلى البضاعة أو رؤية الوجوه، وأحيانا لا يصرفون أي جهد في التعامل أو التدقيق، ويؤكدون أن أعدادا كبيرة من هذه الآثار مزيفة ولا تصلح حتى زينة في البيوت الراقية على رغم دقة صناعتها ومحاكاتها للأصل، وهذه المعاملة فاجئت عددا من هؤلاء التجار الوسطاء الذين صرفوا مبالغ كبيرة في مقابل فحص بضاعتهم وتمريرها من المطارات اليمنية، وعندما عرف أحدهم بحقيقة التماثيل والعملات الذهبية وأنها خالية من القيمة التاريخية ولا تساوي إلا مقابل الذهب الذي فيها قال بحسرة وألم: (عملوها فينا) يعني الخبراء العرب والوسطاء، والآثار اليمنية التي وصلت إلى لندن وعواصم أوربية أخرى تمثل نماذج لبضاعة مخفية في اليمن، يفتش تجارها عن أسواق تستوعبها مع ضمان خروجها من اليمن. (انتهى تحقيق مجلة الوسط).
Página 68