البداية مع السوفيات
أكثر الحفريات الأثرية في جنوب اليمن، قامت بعد الاستقلال بإشراف خبراء سوفيات وألمان شرقيين ومساعدة منظمة اليونيسكو الدولية، وقد أنشئت لنتائج هذه الحفريات متاحف عدة ضمت الآثار القديمة من عصور ما قبل الميلاد والعصور الإسلامية، ومن أشهر الممالك التي دلت عليها آثار هذه المتاحف هي مملكة معين (112-930ق.م) ومملكة سبأ التي امتدت إلى مأرب وظفار (850-275ق.م) وبعض مخلفات السيطرة الحبشية (525-575م) والسيطرة الفارسية، والتي انتهت بعد دخول الإسلام إلى اليمن في حدود العام التاسع الهجري، كذلك ضمت تلك المتاحف آثار مرحلة السيطرة البريطانية وأدوات وأسلحة مراحل الكفاح المسلح، وأنشئت هذه المتاحف تحت إشراف مديرية الآثار العامة ومركزها مدينة عدن، ووزعت على عواصم المحافظات الجنوبية، منها المكلا وعتق وزنجبار والحوطة، إضافة إلى المركز في عدن.
وحفظت هذه الآثار حسب حقبها الزمنية وأصنافها، فهناك المتحف الوطني في عدن، والمتحف الحربي، ومتحف الفنون الشعبية، وهناك متاحف خاصة بالثورة اليمنية التي جمعت آنذاك مع تاريخ الحزب الاشتراكي اليمني، وفضلا عن هذه المتاحف أنشئت متاحف خاصة بمرحلة الكفاح المسلح في بعض المديريات كمديرية الضالع وردفان، حيث مكان الشرارة الأولى لثورة 14 تشرين الأول (اكتوبر)1963م، وتيمنا بما كان سائدا في البلاد الاشتراكية السابقة، أقيمت متاحف خاصة بقادة الثورة، الذين قتلوا في يوم13 كانون الثاني(يناير)1986م ضم الأدوات والهدايا الحزبية والدولية والوثائق الخاصة بهم، وقد أهملت بعد قيام الوحدة اليمنية، ثم أغلقت بعد الحرب بعد أن نهبت محتوياتها، وهذه الهدايا من تماثيل برونزية للينين وشخصيات تاريخية في الحركة الاشتراكية العالمية، والتي نهبت من المتاحف والدوائر الرسمية ومنازل المسؤلين وجدت لها سوقا في شمال اليمن، يحتفظ بها البعض ويجمع العديد منها؛ ليجد اليوم المناسب للإفادة منها.
Página 64