3- آثار سرقت ووصلت إلى الأسواق الأوربية
التاريخ اليمني يباع في السوق السوداء!
تحقيق بقلم: رشيد البندر. (مجلة الوسط السعودية العدد 165 الصادر في 27/3/1995م.
يقتني معظم الدول الأوربية، خصوصا فرنسا وبريطانيا عددا كبيرا من الآثار التاريخية العربية، وقد عرضتها في متاحفها من دون حرج مع أنها سطت عليها يوم استعمرت البلدان العربية، على الرغم من أن تلك الآثار تمثل دليلا حيا على التاريخ العربي وثروة وطنية لا تهدى ولا تباع، وإن حدث ذلك اعتبر قرصنة وتزوير للتاريخ، وما يحدث اليوم للآثار اليمنية عودة حقيقية إلى عصر القرصنة، ولكن هذه المرة بأياد يمنية وعربية لا دخل فيها للاستعمار والاستشراق.
قام في اليمن الكثير من الحضارات القديمة تواصلت بلا انقطاع حتى بعد خراب سد مأرب، والهجرة اليمنية الكبيرة إلى شمال الجزيرة العربية، وما هو منحوت في الصخور الجبلية، والطرق المحفورة فيها والأعمدة الشاخصة في قلب الصحراء من محافظة مأرب، والقلاع المواجهة للبحر، وصهاريج عدن، وناطحات السحاب الطينية في شبام من حضرموت وغيرها، كل ذلك يدل على وجود ثروة أثرية قديمة كبيرة في اليمن، فضلا عن الآثار التي خلفتها الكيانات السياسية العديدة الخارجية منها واليمنية، بعض هذه الآثار وجد طريقه إلى المتاحف العالمية، والمتاحف اليمنية القليلة العدد نسبة إلى كثرة المناطق التي تسيطر عليها القبائل كما هي الحال في شمال اليمن، والتي تعتبر حاليا ضمن الحرم القبلي، يعرضها أفراد القبائل اليوم كبضاعة مرغوبة ورائجة، يشد لها الرحال، والسياح الغربيون الرحل لأنه يصعب عليهم الدخول إلى الجنوب والوصول إلى المناطق الأثرية، لذا يكثرون في أزقة المدن الشمالية لشراء التحف الأثرية بأسعار زهيدة.
Página 63