المخاطر التي تهدد التراث اليمني
أولا: الكوارث الطبيعية:
(أ) الزلازل والهزات الأرضية: حدثت عشرات الهزات الأرضية عبر تاريخ اليمن، وتسببت في خراب المدن والقرى وضياع الممتلكات وهلاك البشر، أكتفي هنا بالإشارة إلى زلزال سنة 1982م الذي ضرب بعض مناطق لواء ذمار، وهدم ومحى من الوجود عشرات القرى والبلدان ودمر الكثير من الحصون والمساجد والقباب، وقضى على آلاف المخطوطات والشواهد والنقوش الأثرية.
وكانت أكبر نكبة للتراث في مدينة ضوران آنس التي محاها الزلزال من الوجود وهدم دورها ومساجدها، وفيها وحدها يقدر الأخ العلامة يحيى بن محمد بن أحمد بن موسى مستشار وزارة العدل وعضو المحكمة العليا عدد المخطوطات التي ذهبت تحت الأنقاض وقضى عليها الخراب، ثم الجرافات والأمطار بحوالي ألفي مجلد مخطوط، ولقد ذكر لي بعض المكتبات التي تذكرها والتي كانت في بيوت العلم بضوران قبل الزلزال، ومنها:
- مكتبة العلامة الكبير علي بن يحيى بن عبدالله بن موسى المتوكل، قرابة (100) مجلد مخطوط.
- مكتبة العلامة محمد بن أحمد موسى، قرابة (50) مجلدا مخطوطا.
- مكتبة العلامة الحسن بن علي بن يحيى بن موسى قرابة (40) مجلدا مخطوطا.
- مكتبة القاضي عبدالله الغشم، قرابة (80) مجلدا مخطوطا.
- مكتبة القاضي حسن العيزري، قرابة (80) مجلدا مخطوطا.
- مكتبة القاضي محمد بن عبدالله الزبيري، قرابة (40) مجلدا مخطوطا.
- مكتبة العلامة حسين بن أحمد زبارة، قرابة (60) مجلدا مخطوطا.
-مكتبة يوسف بن حسن بن مغل الغرباني، قرابة (40) مجلدا مخطوطا.
-مكتبة القاضي علي الغصيني، قرابة (30) مجلدا مخطوطا.
- مكتبة القاضي العلامة حسين بن أحمد الحرفي، قرابة (50) مجلدا مخطوطا.
- مكتبة إسحاق بن أحمد المتوكل، قرابة (30) مجلدا مخطوطا.
- بعض مكتبات أخرى للقضاة آل الغشم، قرابة (100) مجلد مخطوط.
- بعض مكتبات أخرى لآل المتوكل، قرابة (400) مجلد مخطوط.
- بعض مكتبات آل الحلالي، قرابة (40) مجلدا مخطوطا.
- مكتبة جامع الإمام المتوكل على الله إسماعيل بحصن الدامغ، قرابة (200) مجلد مخطوط.
- مكتبة جامع الحسن بن القاسم بمدينة ضوران، من (200) إلى (300) مجلد مخطوط.
ومكتبات غيرها في ضوران وبعض قرى آنس التي انهدمت.
(ب) الحرائق التي حصلت في بعض المناطق لمكتبات عدة ولأسباب متفرقة، منها استخدام الشموع ومصابيح الغاز والفوانيس في الاضاءة، ولهو وعبث الأطفال بمواد الاشتعال، واستخدام بعض النساء لأوراق من المخطوطات المتناثرة لاشعال التنور وإيقاد الحطب، وحوادث أخرى طريفة غريبة.
إضافة إلى الحرائق المتعمدة التي حدثت في أوقات متفرقة وعلى سبيل المثال: ما حدث لمكتبة آل ساري في حوث أوائل أيام الثورة، حيث نهبت وأخرجت من الخزائن والبيوت وجمعت في إحدى الساحات واشعلت فيها النيران.
وبعض الحوادث هنا وهناك، من أعمال المغفلين والحاقدين والموتورين الذين أشعلوا النيران في بعض الكتب التي تخالف أهوائهم ومعتقداتهم ولقد سمعنا حكايات وروايات عجيبة.
(ج) الأمطار والسيول الغزيرة التي تسببت في تشقق وتساقط بعض أسطح المباني وتسرب المياه الغزيرة إلى الأدوار العليا وإلى الغرف التي تحفظ فيها بعض المكتبات، وأحيانا تتسرب المياه من جوانب البيت إلى (السوافل) و(المخازن) السفلى فتقضي على المخزون والمحفوظ فيها، ولقد مضت فترة عصيبة من الأحداث والثورات جعلت أصحاب المكتبات يحفظونها مع بعض ممتلكاتهم التي يخشون عليها من السطو والنهب في مدافن الحبوب بأحواش ومداخل البيوت فتسربت إليها المياه وأصابها البلل وتعفن الكثير منها.
(د) الحرارة والرطوبة والتقلبات الجوية: وهذا واضح أكثر في مخطوطات الساحل التهامي بأكمله وسيأتي الكلام حولها.
Página 20