140

Ungüento para las Afecciones Complicadas en la Refutación a los Líderes Mu'tazilíes

مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة

Investigador

محمود محمد محمود حسن نصار

Editorial

دار الجيل-لبنان

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٢هـ - ١٩٩٢م

Ubicación del editor

بيروت

والتوفيق هُوَ خلق قدرَة الطَّاعَة والخذلان خلق قدرَة الْمعْصِيَة فالموفق لَا يعْصى إِذْ لَا قدرَة لَهُ على الْمعْصِيَة وَكَذَلِكَ القَوْل فِي نقيضه قلت وَالْمرَاد بقوله والموفق لَا يعْصى أَن الْمُوفق بِشَيْء أَو فِي وَقت لَا يقدر يَعْصِي فيهمَا مُطلقًا إِلَّا أَن يكون موفقا مُطلقًا كالملائكة والأنبياء ﵈ وَذَلِكَ هُوَ الْعِصْمَة مُخْتَصَّة بهم وَكَذَلِكَ النقيض الْمَذْكُور فالمخذول وَالْعِيَاذ بِاللَّه فِي شَيْء أَو فِي وَقت لَا يقدر يُطِيع فيهمَا والمخذول مُطلقًا يمْتَنع عَلَيْهِ الطَّاعَة كالشياطين نَعُوذ بِاللَّه مِنْهُم وصرفت الْمُعْتَزلَة التَّوْفِيق إِلَى خلق لطف يعلم الرب تَعَالَى أَن العَبْد يُؤمن عِنْده وحملوا الخذلان على امْتنَاع اللطف وَلَا يَقع عِنْدهم فِي عُلُوم الله اللطف فِي حق كل أحد بل مِنْهُم من علم تَعَالَى أَنه يُؤمن إِذا لطف بِهِ وَمِنْهُم من علم أَنه لَا يزِيدهُ إِلَّا تماديا فِي الطغيان وإصرارا على الْعدوان قَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ ويلزمهم من مَجْمُوع أصلهم أَن يَقُولُوا أَن لَا يَتَّصِف الرب تَعَالَى بالاقتدار على أَن يوفق جَمِيع الْخَلَائق وَهَذَا خلاف الدّين ونصوص الْكتاب الْمُبين وَقد قَالَ سُبْحَانَهُ ﴿وَلَو شِئْنَا لآتينا كل نفس هداها﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَلَو شَاءَ رَبك لجعل النَّاس أمة وَاحِدَة﴾ إِلَى غير ذَلِك انْتهى قَالَ أَصْحَابنَا وَإِذا صحت الْجَوَارِح وَارْتَفَعت الْمَوَانِع الحسية سميت استطاعة يتَوَجَّه بِسَبَبِهَا التَّكْلِيف وَهَذِه الِاسْتِطَاعَة تكون قبل الفعال وَمَعَهُ مستصحبة إِلَى تَمَامه ليتَمَكَّن مِنْهُ وَهَذِه الِاسْتِطَاعَة هِيَ مَحل نظر الْفَقِيه لتعلقها بِفُرُوع الدّين وَأما مَا يتَعَلَّق بأصوله فَنظر الأصولي فِي استطاعة

1 / 165