وهكذا يموت من ملك الدنيا، ودانت له الأرض، فلا يجد إناء لماء غسله، ولا يجد كفنا فيكفنه العبيد، فسبحان من له الملك الدائم، والعزة التي لا تبيد!
ضحك وبكاء
أقام الوليد طويلا بالصحراء حتى جفاها وجفته، وأسأمها بالشكاية وأسأمته، وبينما كان جالسا ذات يوم إلى ندمائه وهم يتحدثون في دمشق، وليالي دمشق، وما فيها من إشراق ومتاع؛ إذ طاف به خيال سلمى، فاستبد به شوقه، واشتد إليها حنينه، وصاح: لقد انقطعت الرسل بيني وبينها، وأصبحت لا أطيق لهذا البين احتمالا، ولا عليه صبرا، ليت شعري أين الآن وجهها؟ وماذا تفعل الآن بعدي؟ ألا تزال راعية لعهدي حافظة لودي؟ أخشى أن يكون ابن عنبسة قد وجد إليها الطريق ذلولا، وأخشى أن يكون أبوها قد تغلب على عنادها، ودفعها إلى قبول هذا العتل الزنيم زوجا، ثم تأوه وزفر، وطلب إلى عمر الوادي أن يغني:
طاف من سلمى خيال
بعد ما نمت فهاجا
قلت عد نحوي أسائل
ك عن الحب فعاجا
بفلاة ليس ترعى
أنبتت شيحا وحاجا
1
Página desconocida