221

الله صلى الله عليه وآله : يا حسين! آخر شربة من الدنيا تشربها من ماء تشربها على ظمأ».

19 وروي : أن النبي صلى الله عليه وآله لما دخل الجنة ليلة المعراج ، رأى فيها قصرين من ياقوتتين : إحداهما خضراء ؛ والأخرى حمراء ، فسأل جبرئيل عنهما ، فقال : اسأل رضوان عنهما ، فسأل رضوان ، فقال : الخضراء للحسن ؛ والحمراء للحسين ، فقال : «يا رضوان! لم خلق الله الخضراء للحسن ؛ والحمراء للحسين»؟ فقال رضوان : إن الحسن تقتله امتك بالسم فيصير أخضر ؛ والحسين تقتله امتك بالسيف فيتلطخ بدمه فيصير أحمر ، فأعلم الله قصريهما بهاتين العلامتين ، فبكى رسول الله ، فقال الله : يا محمد! لم تبكي؟ وأن دموعك لا قيمة لها عندي (1)، ولكن إن رضيت أن تحفظهما ولا شفاعة لك يوم القيامة فعلنا ، فقال رسول الله : «بل الشفاعة أحب إلي يا رب ، وإن قتلت قرة عيني معهما فاطمة».

20 وذكر عبد الله بن المبارك : أن يحيى الحضرمي كان صاحب مطهرة علي بن أبي طالب عليه السلام فلما سار الى صفين وحاذى «نينوى» وهو منطلق إلى «صفين» ، نادى : «صبرا أبا عبد الله! صبرا أبا عبد الله!» وهو بشط الفرات ، فقلت : مالك يا أمير المؤمنين؟ قال : «دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعيناه تفيضان ، فقلت : بأبي وأمي أنت! ما لعينيك تفيضان؟ قال : قام من عندي جبرئيل آنفا فأخبرني إن الحسين يقتل بالفرات ، وقال : فهل لك أن اشمك من تربته؟ قلت : نعم ، فقبض قبضة من تراب وأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا».

وقيل : لما أتى جبرئيل بالتربة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من موضع يهراق فيه دم أحد ولديه ، ولم يخبره باسمه ، شمها ، وقال : «هذه رائحة ابني

Página 246