مقدمة المؤلف
الحمد لله ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، وأخص بالصلاة والسلام نبيه المصطفى ، واوجه الرضوان إلى ذريته أولاد فاطمة البتول ، وعلي المجالد الصؤول ، يوم نطاح الكباش والوعول ، الذين لحمهم لحم الرسول ، قد جعل الله سيرهم حججه على كافه الأنام ، وصيرهم أسنمة أئمة الإسلام ، الداعين الى دار السلام ، ورحض عنهم الدنس ووقرهم توقيرا ، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وافترض مودتهم على الخلق وجعلها من جملة الإيمان ، وأمرنا بها من تأرج بقدمه الحرمان ، ونزلت الملائكة لنصرته يوم التقى الجمعان ، كما في سورة «الشورى» من القرآن على ما قال عز من قائل حكاية عنهم : ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) الشورى / 23.
روي : أنه لما نزلت هذه الآية ، قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجب علينا مودتهم؟ فقال عليه السلام : «علي وفاطمة وابناهما».
Página 13
وحديث «المباهلة» يؤكدها ويعضدها ويؤيدها ، وهو ما أخبرنا الشيخ الصالح العالم الأوحد عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي ببغداد منصرفي من السفرة الحجازية على شط دجلة ، عن مشايخه الثلاثة : القاضي أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي ؛ وأبي نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي ؛ وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي (رحمهم الله) ثلاثتهم ، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي ، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، عن الإمام الحافظ أبي عيسى محمد ابن عيسى الترمذي ، قال : أخبرنا قتيبة ، قال : أخبرنا حاتم بن إسماعيل ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا (1) فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب؟
قال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وآله فلن أسبه لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي عليه السلام : «يا رسول الله! أتخلفني مع النساء والصبيان»؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي» ، وسمعته يوم خيبر يقول : «لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله» فتطاولنا لها فقال: «ادعوا لي عليا» فأتى وبه رمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ، وانزلت هذه الآية : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ) آل عمران / 61 ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا (عليهم الصلاة والسلام)
Página 14
فقال : «اللهم! هؤلاء أهلي».
وأخبرنا الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الزاغوني بمدينة السلام ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلف الباقرحي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن علي بندار ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان ، قال : أخبرنا : أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، قال : أخبرني أبي أحمد بن عامر بن سليمان ، قال : حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال : «حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي ابن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي! إن الله قد غفر لك ولأهلك وشيعتك ، ومحبي شيعتك ومحبي محبي شيعتك ، فابشر فإنك الأنزع البطين ، منزوع من الشرك ، بطين من العلم».
وأخبرنا الإمام الأجل الكبير أخي سراج الدين ركن الإسلام شمس الأئمة إمام الحرمين أبو الفرج محمد بن أحمد المكي (رحمة الله عليه)، قال : أخبرنا الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل ، قال : أخبرنا السيد الإمام الأجل المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن حماد المعروف ب ابن ميثم ، قال : أخبرنا أبو محمد القاسم بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد ، عن أبيه محمد ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي
Página 15
الباقر ، عن أبيه علي بن الحسين زين العابدين ، عن أبيه الحسين بن علي الشهيد عليهم السلام ، قال : «سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من أحب أن يحيى حياتي ، ويموت ميتتي ، ويدخل الجنة التي وعدني ربي ، فليتول علي بن أبي طالب وذريته الطاهرين ، أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده ، فإنهم لن يخرجوك من باب الهدى الى باب الضلالة».
وأخبرنا العلامة فخر خوارزم محمود بن عمر الزمخشري ، قال : أخبرني الأستاذ الأمين علي بن مردك الرازي ، قال : أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعد احمد بن محمد المالني بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن حيان الديرعاقولي ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين بن حفص الأشناني ، قال : أخبرنا محمد بن يحيى الفارسي ، عن سليمان بن حرب ، عن يونس بن سليمان التيمي ، عن أبيه ، عن زيد بن يثيع ، قال : سمعت أبا بكر الصديق قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله خيم خيمة ، وهو يتكئ على قوس عربية ، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، فقال : «معشر المسلمين! أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم ، ولي لمن والاهم ، لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد ، ولا يبغضهم إلا شقي الجد رديء الولادة».
فقال رجل : يا زيد! أأنت سمعت منه؟ قال : إي ، ورب الكعبة.
وأنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي الهمداني نزيل بغداد ، قال : أنبأنا محمد بن الحسين بن علي المقري ، قال : أخبرنا محمد ابن محمد بن أحمد الشاهد ، قال : أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الحلواني ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق المقري ، قال : أخبرنا علي بن حماد الخشاب ، قال : أخبرنا علي بن المديني ،
Página 16
قال : أخبرنا وكيع بن الجراح ، قال : أخبرنا سليمان بن مهران ، قال : أخبرنا جابر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «لما عرج بي الى السماء رأيت على باب الجنة : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله ، على مبغضهم لعنة الله».
ومما قلته في أهل البيت عليهم السلام :
يزيد لظى (1) قد رام أن يتسفلوا
وأن يتردوا في مهاوي المعاطب
ومن خذلان مبغضيهم المستحكم القواعد ، وادبارهم المستحصف المقاعد ، وغوايتهم التي حشرتهم الى دار البوار ، وشقاوتهم التي كبتهم على مناخرهم في دركات النار ، أن حملهم بغض أحباء الله وأحباء رسول الله ، على أن أنكروا أولاد علي من فاطمة أولاد الرسول ، فمن أولئك الحجاج المحجوج ، الحقود اللجوج ، على ما أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ زين الدين والأئمة علي بن أحمد العاصمي ، قال : أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل ابن أحمد ، قال : أخبرنا والدي شيخ السنة أحمد بن الحسين البيهقي ، قال : أخبرنا أبو الحسين ابن بشران العدل ببغداد ، قال : أخبرنا أبو عمرو ابن السماك ، قال : أخبرنا حنبل بن إسحاق ، قال : أخبرنا داود بن عمرو ، قال : أخبرنا صالح بن موسى ، قال : أخبرنا عاصم بن بهدلة ، عن يحيى ابن يعمر العامري ، قال : بعث إلي الحجاج فقال : يا يحيى! أنت الذي تزعم أن ولد علي من فاطمة ولد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قلت له : إن أمنتني تكلمت،
Página 17
قال : فأنت آمن.
قلت : أقرأ عليك كتاب الله عز وجل إن الله يقول : ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ) إلى قوله : ( وعيسى وإلياس كل من الصالحين ) الأنعام / 84 85 ؛ وعيسى كلمة الله وروحه ألقاها إلى البتول العذراء ، وقد نسبه الله تعالى إلى إبراهيم ، قال : ما دعاك إلى نشر هذا وذكره؟ قلت : ما أوجب الله تعالى على أهل العلم في علمهم : ( لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا ) آل عمران / 187.
قال : صدقت ، لا تعودن لذكر هذا ولا نشره.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ، يقول : «كل بني أم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم» ، والأخبار في أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يسمي الحسن والحسين ابنيه ، كالحصا لا تعد ولا تحصى ، وقد ابتلي المكابر الحجاج ، بالمحجاج يحيى بن يعمر المؤيد من الله بالجواب الصواب ، الذي اوتي عند سؤاله فصل الخطاب ، ومن ثقابة فهمه ، وغزارة علمه ، أن أخذ بكظمه ، حين تلا عليه آية فيها : أن عيسى من ذرية إبراهيم ، وهو يدلي إليه بامه ، فألقمه جندلة حجته ، فدمت (1) مجرى أنفاسه ، وأوضح له الحجة مثل موضحة رأسه ، وتركه يهيم في وادي وسواسه ، لعن الله الحجاج وكل ملعون من نسله ، وكل من انضوى الى حفله ، واحتطب في حبله ، من مبغضي أهل البيت ، ولعن الله من لم يلعن مبغضيهم ، وقاتليهم ، وسافكي دمائهم ، والذين أعانوا على قتلهم ، وأشاروا إليه ، ودلوا عليه ، أليس قد عرف من دين الإسلام ، أن من دل على قتل صيد الحرام ، كمن قتل صيد الحرم في الأحكام فهذا حكم الله في الدال على صيد الحرم ، فكيف يكون
Página 18
حكم الله في من انتهك حرمة رسوله في الحرم ، وسفك من دم سبط شفيع يوم العرض ، ولم يكن حينئذ ابن بنت نبي غيره في بسيط الأرض.
وأنا لما عجزت لتأخير زماني عن المناضلة دونه وإراقة دمي والمثول بين يديه على قدمي ، أحببت أن أجمع مقتله بلعباب قلمي ، واطاعن دونه ودون ذريته باللسان ، إذ لم أطاعن دونهم بالسنان ، واضارب قراهم (1) بالبيان المساعد ؛ إذ لم اضارب دونهم بالبنان والساعد ، ليجدد مطالع مجموعي اللعن على قاتليهم ، ويوجه اللائمة الى خاذليهم وخاتليهم ؛ وليكون لي حظ في شفاعة جدهم محمد المجتبى من بريته ، مع الأولياء من ذريته ، يوم ينادي المنادي من وراء حجب العرش : «يا أهل الموقف! غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد فتمضي في عرصات القيامة متلففة بثوب مخضوب بدم الحسين ؛ فتحتوي على ساق العرش ، ثم تقول : أنت الجبار العدل اقض بيني وبين قتلة ولدي ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فيقضي الله لبنتي ورب الكعبة ، ثم تقول : شفعني فيمن بكى على مصيبتي ، فيشفعها الله تعالى فيهم».
وكسرت هذا المجموع على خمسة عشر فصلا :
الفصل الأول : في ذكر شيء من فضائل النبي صلى الله عليه وآله .
الفصل الثاني : في فضائل خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إيمانا بالله ورسوله صلى الله عليه وآله .
الفصل الثالث : في فضائل فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أم علي بن أبي طالب عليه السلام .
الفصل الرابع : في انموذج من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
Página 19
ومن فضائل ذريته الطاهرين.
الفصل الخامس : في فضائل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله .
الفصل السادس : في فضائل الحسن والحسين عليهما السلام .
الفصل السابع : في فضائل الحسين عليه السلام خاصة.
الفصل الثامن : في إخبار النبي صلى الله عليه وآله عن الحسين وأحواله فكان كما أخبر صلى الله عليه وآله .
الفصل التاسع : في بيان ما جرى بينه وبين الوليد بن عتبة ؛ ومروان بن الحكم ، حال حياة معاوية وبعد وفاته.
الفصل العاشر : في بيان أحواله ، مدة مقامه بمكة ، وبيان ما ورد عليه من كتب أهل الكوفة ، وإرسال مسلم بن عقيل إلى الكوفة ومقتله بها.
الفصل الحادي عشر : في خروجه من مكة إلى العراق ، وما جرى عليه في طريقه ، ونزوله بالطف من كربلاء ومقتله بها (صلى الله عليه) ورزقنا شفاعته.
الفصل الثاني عشر : في بيان عقوبة قاتليه وخاذليه (صلى الله عليه) ولعن قاتليه.
الفصل الثالث عشر : في ذكر المصيبة به ومرثيته عليه السلام .
الفصل الرابع عشر : في زيارة تربته وفقنا الله لزيارته.
الفصل الخامس عشر : في انتقام المختار بن أبي عبيد الثقفي (رحمه الله) من قاتليه وخاذليه (صلى الله عليه) ولعنهم لعنة يستحقونها.
وتوخيت أن اودع هذا المؤلف المعرف ، ما لا يمجه سمع السماع ،
Página 20
وقصدت أن احلي هذا المصنف المشنف بما لا يرده جمع الإجماع ، وأردت أن يرتفع مستطير الشعاع ، مكشوف القناع ، ولم المظه ما يرويه الغلاة ، ولم احبره بما يستلذه الغواة ، وختمت مجموعي هذا بقصة المختار ، الذي شفى صدور الأبرار ، من تلك الأوتار ، وبمقتل عبيد الله بن زياد الأبتر ، بصمصام إبراهيم بن الأشتر ، لا طفئ من قلوب أهل الإسلام نائرة أرثتها عصابة لا تنطفي في الآجلة نارها ، واسترحض عار باغية لا يرحض في العاجلة عارها ، حين استهانوا برد المعقول ، وعصوا دواعي العقول ، وباءوا من الله بالغضب والمقت ، واستحقوا منه ما استحق أصحاب السبت ، وإن استمرت في خلال ذلك للأشقياء جولة على السعداء ، واستفحلت للبغاة وطأة على الشهداء ، ليكرم الله تعالى منقلب ذريه الرسول ومآبهم. ويجزل لهم بالشهادة ثوابهم ، ثم إن الله تعالى أرسل على عبيد الله بن زياد ، صاعقة ابراهيم بن الأشتر الكمي ابن الكمي ، والسري ابن السري ، فأزهق نفسه ، وكور شمسه ؛ فاذاقه شطر وبال ما احتطب ، وجزاء ما اكتسب ، وجعل الذي بجبينه معصوبا ، والسيف على رأسه مصبوبا ، وسل عليه وعلى من انحاز إليه ؛ من تلك الفرقة اللعينة ، وضامه من تلك الجثث الخبيثة ، سيفا دامي الغرار ، يحكم على رقاب هؤلاء الأغرار ، ومد يده الطويلة الباع الى اجتياحهم ، وأشرع رمحا مسبوكا من ريقة الرقشاء الى انتهاكهم ، وطهر أديم الأرض من أدناس هؤلاء العارمين الالمين ، وتركهم في مصابهم جاثمين ، ( فقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله رب العالمين ) الأنعام / 45.
Página 21
الفصل الاول
في ذكر شيء من فضائل النبي صلى الله عليه وآله
Página 23
1 انبأني شيخ الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن حمويه الجويني ، أخبرنا أحمد بن قتيبة الحروجردي ، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله العبدي ، أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ، أخبرنا بهلول بن المورق ، أخبرنا موسى بن عبيدة ، أخبرنا عمرو بن عبد الله بن نوفل ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «قال لي جبرائيل عليه السلام : قلبت الأرض مشارقها ومغاربها ، فلم أجد رجلا أفضل من محمد ، وقلبت الأرض مشارقها ومغاربها ، فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم».
2 وأخبرنا الشيخ الصالح العالم العدل أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي ، عن مشايخه الثلاثة : القاضي أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي ؛ وأبي نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي ؛ وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي ( رحمهم الله ) ثلاثتهم ، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي ، عن أبي العباس محمد بن أحمد
Página 25
المحبوبي ، عن الإمام الحافظ عيسى بن محمد بن عيسى الترمذي ، أخبرنا الحسين بن زيد الكوفي ، أخبرنا عبد السلم بن حرب ، عن ليث ، عن الربيع ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا ، وأنا خطيبهم إذا وفدوا ، وأنا مبشرهم إذا يئسوا ، لواء الحمد يومئذ بيدي ، وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر».
3 وبهذا الإسناد عن أبي عيسى الترمذي ، أخبرنا الحسين بن يزيد ، أخبرنا عبد السلم بن حرب ، عن يزيد بن أبي جالد ، عن المنهال بن عمرو ، عن أبي عبد الله بن الحرث ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «أنا أول من تنشق عنه الأرض فأكسى الحلة من حلل الجنة ، ثم أقوم عن يمين العرش وليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري».
4 وبهذا الإسناد عن أبي عيسى الترمذي ، أخبرنا محمد بن بشار ، أخبرنا أبو عاصم ، أخبرنا سفيان الثوري ، عن ليث وهو ابن أبي سليم حدثني كعب ، حدثني : أبو هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «سلوا الله لي الوسيلة» قالوا : يا رسول الله! وما الوسيلة؟ قال : «أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد أرجو أن أكون أنا».
5 وبهذا الإسناد عن أبي عيسى الترمذي ، أخبرنا ابن أبي عمر ، أخبرنا سفيان ، عن ابن جدعان ، عن أبي نصرة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وبيدي لواء الحمد ولا فخر ، وما من نبي يومئذ ، آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ، وأنا أول من تشق عنه الأرض ولا فخر».
6 وبهذا الإسناد عن أبي عيسى الترمذي ، أخبرنا علي بن نصر بن علي الجهضمي ، أخبرنا عبد الله بن عبد المجيد ، أخبرنا رفعة بن صالح ، عن
Página 26
سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : جلس ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ينتظرونه ، قال : فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون فسمع حديثهم ، فقال بعضهم : عجبا ان الله اتخذ من خلقه خليلا اتخذ إبراهيم خليلا! وقال آخر : ما ذا بأعجب من كلام موسى كلمه تكليما! وقال آخر : فعيسى كلمة الله وروحه! وقال آخر : آدم اصطفاه الله!
فخرج عليهم فسلم وقال : «قد سمعت كلامكم وعجبكم ان ابراهيم خليل الله وهو كذلك ، وموسى نجي الله وهو كذلك ، وعيسى روح الله وكلمته وهو كذلك ، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك ، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر ، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر».
7 أخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ره)، أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام أبو علي الحسن بن علي بن أبي طالب الفرزادي بالري ، أخبرنا الشيخ الفقيه الزاهد أبو بكر طاهر بن الحسين بن علي السمان ، أخبرنا عمي الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان الرازي ، أخبرنا أبو عمر ؛ وعبد الواحد ابن محمد بن عبد الله الفارسي ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري ، أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي ، أخبرنا عبد الله بن وهب ، أخبرني سليمان بن بلال ، حدثني العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : «فضلت على الأنبياء بست : اعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، واحلت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض طهورا
Página 27
ومسجدا ، وأرسلت إلى الناس كافة ، وختم بي الأنبياء».
8 وبهذا الإسناد ، عن أبي سعد السمان هذا ، أخبرنا أبو نصر محمد ابن علي بن الحسين الخفاف ، وعلي بن محمد بن أحمد بن يعقوب قراءة عليهما قالا : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن خالد ، أخبرنا أبو سهل موسى ابن نصر ، أخبرنا يعلى بن عبيد ، عن أبي سنان ، عن عبد الله بن مالك ، عن مكحول ، قال : كان لعمر على رجل من اليهود حق فأتاه فطلبه ، فقال عمر : لا ، والذي اصطفى محمدا على البشر لا افارقك وأنا أطلبك بشيء ، فقال اليهودي : ما اصطفى محمدا على البشر.
فلطمه عمر ، فقال : بيني وبينك أبو القاسم ، فجاءه فقال : إن عمر قال : والذي اصطفى محمدا على البشر ، فقلت : ما اصطفى محمدا على البشر فلطمني ، فقال (صلى الله عليه): «أنت يا عمر! فارضه من لطمه. بلى يا يهودي! آدم صفي الله ؛ وإبراهيم خليل الله ؛ وموسى نجي الله ؛ وعيسى روح الله ؛ وأنا حبيب الله. بلى يا يهودي! تسمى الله باسمين سمى بهما امتي : هو السلام وسمى أمتي المسلمين ، وهو المؤمن وسمى أمتي المؤمنين. بلى يا يهودي! طلبتم يوما ذخر لنا اليوم ، وغد لكم ، وبعد غد للنصارى. بلى يا يهودي! أنتم الأولون ونحن الآخرون السابقون يوم القيامة. بلى يا يهودي! إن الجنة محرمة على الأنبياء حتى أدخلها ، وهي محرمة على الامم حتى تدخلها امتي».
9 قال : وفي «المراسيل» عن علي بن أبي طالب عليه السلام في حديث طويل : «إذا كان يوم القيامة فأول من يقوم من قبره الصادق الناطق الناصح المشفق محمد عليه السلام فيأتيه جبرائيل بالبراق ، وميكائيل بالتاج ، وإسرافيل بالقضيب ، ورضوان بالحلتين ، ثم ينادي جبرائيل : أين قبر
Página 28
محمد صلى الله عليه وآله ؟ فتقول الأرض : حملتني الرياح مع الجبال فدكتا دكة واحدة ، فلا أدري أين قبر محمد عليه السلام ؟ فيرتفع من قبره عمود من نور إلى عنان السماء ، فيبكي جبرائيل بكاء شديدا ، فيقول له ميكائيل : ما يبكيك؟ فيقول : وما يمنعني من البكاء وهذا محمد صلى الله عليه وآله يقوم من قبره ويسألني عن امته ، وأنا لا أدري أين أمته ؟
قال : ثم ينصدع القبر فإذا محمد صلى الله عليه وآله قاعد ينفض التراب من رأسه ولحيته ، ثم يلتفت يمينا وشمالا ، فلا يرى من العمران شيئا ، فيقول : يا جبرائيل! بشرني ، فيقول ابشرك بالبراق السباق الطائر في الآفاق ، فيقول : بشرني ، فيقول : ابشرك بالتاج ، فيقول بشرني ، فيقول : ابشرك بالقضيب والخلتين ، فيقول : بشرني بامتي لعلك خلفتهم بين أطباق النيران ، أو لعلك تركتهم على شفير جهنم ، أو لعلك تركتهم في أيدي الزبانية ، فيقول : ما رأيتهم؟ ولكنهم بعد في لحودهم ، وما انشقت الأرض عن آدمي قبلك؟ فيقوم النبي صلى الله عليه وآله ، ويخرج من قبره ، ويمسح جبرائيل التراب من رأسه ولحيته ، ويضع التاج على رأسه ، ويأخذ القضيب بيده ، فيدنو الى البراق ليركبها فتفر عنه ، فيقول جبرائيل : أما تستحين أيتها البراق ، فهذا محمد المصطفى صلى الله عليه وآله ؟! فتقول البراق : وعزة ربي وجلاله ، لا يركبني حتى يضمن لي أن أكون في شفاعته ، فإن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضبه فيما مضى ، ولا يغضبه فيما بقي ، فيضمن لها محمد صلى الله عليه وآله شفاعته فتخضع برأسها ثم يركبها ، فإذا هو بيت المقدس على درة بيضاء ، والكعبة بجنبها ، والمساجد حولها.
قال : فيسجد النبي عليه السلام ، ويثني على الله بما لم يثن عليه أحد قبله ، فيقول له الجبار: يا محمد! فيقول : لبيك وسعديك ، والخير بين يديك ؛
Página 29
والمهدي من هديت ، عبدك بين يديك ، لا ملجأ ولا منجأ إلا إليك ، تباركت ربنا وتعاليت ، وهذا هو المقام المحمود في قوله تعالى : ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) الاسراء / 79 ، فيقول تعالى : ارفع رأسك ، سل تعط واشفع تشفع ، وإذا نداء : يا رضوان! زخرف الجنان ، ويا مالك! سعر النيران ، ويا محمد! قرب امتك الى الميزان ، فيقول عليه السلام : هلموا إلى العرض على الرحمن ، فيقولون : دعنا نشبع من النظر إلى وجهك فقد عشنا في حبك ومتنا في حبك وبعثنا في حبك ؛ وإذا اكتحلنا من عزتك فسقنا الى من شئت ، فإن شوقنا إليك أكبر من شوقنا إلى الجنان والجواري والغلمان.
فينظرون إلى وجهه ساعة ثم يسوقهم سوق الراعي الشفيق غنمه ، وهو مع الملائكة جاث بين يدي الجبار ، فيتعلق بإزاء محمد صلى الله عليه وآله أربعة من الرسل : إبراهيم خليل الرحمن ؛ فيقول : لا أسألك ولدي ؛ وموسى كليم الله ، فيقول : لا أسألك أخي هارون ؛ وداود صفي الله ، ويقول : لا أسألك سليمان ؛ وعيسى روح الله ، ويقول : لا أسألك مريم ؛ ومحمد صلى الله عليه وآله ، يقول : لا أسألك نفسي أسألك المذنبين من أمتي.
فتقول جهنم : من هذا الذي يشفع كل إنسان لنفسه وهو يشفع لامته؟ فيقول جبرائيل : هذا محمد المصطفى ، فتقول جهنم : يا ربي وإلهي وسيدي! نج محمد وامته من حري وبردي وهوامي وسلاسلي وأغلالي وألوان عذابي» والقصة طويلة.
10 وقال أهل التذكر : فضل الحبيب على الخليل ، لأن الخليل طلب الطهارة لنفسه ولأهل بيته على ما قال : ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) ابراهيم / 35 ، والحبيب اعطي ذلك من غير مسألة على ما قال تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) الأحزاب / 33.
Página 30
والخليل طلب الذكر على ما قال : ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) الشعراء / 84 ، والحبيب كفي ذلك على ما قال تعالى : ( ورفعنا لك ذكرك ) الشرح / 4.
والخليل سأله الجنة على ما قال : ( واجعلني من ورثة جنة النعيم ) الشعراء / 85 ، والحبيب اعطي ذلك من غير مسألة على ما قال : ( إنا أعطيناك الكوثر ) الكوثر / 1.
والخليل يحتسب الله عند المحنة فيقول : ( حسبنا الله ) آل عمران / 173 ، والحبيب كفي ذلك على ما قال : ( يا أيها النبي حسبك الله ) الأنفال / 64.
والخليل يقتدى به في خصلة من خصاله على ما قال تعالى : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) البقرة / 125. والحبيب يقتدى به في جميع خصاله على ما قال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) الأحزاب / 21.
والخليل يطلب الهداية على ما قال : ( إني ذاهب إلى ربي سيهدين ) الصافات / 99 ، والحبيب كفي ذلك على ما قال تعالى : ( ووجدك ضالا فهدى ) الضحى / 7 ، ( ويهديك صراطا مستقيما ) الفتح / 2.
والخليل يقول : ( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) الشعراء / 82 ، والحبيب يقال له : ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) الفتح / 2.
والخليل سأل الرؤية للمناسك على ما قال : ( وأرنا مناسكنا ) البقرة / 128 ، والحبيب أري الآيات من غير مسألة على ما قال : ( لنريه من آياتنا ) الإسراء / 1.
وقالوا أيضا : فضل الحبيب على الكليم ؛ لأن الكليم سأل شرح الصدر على ما قال: ( رب اشرح لي صدري ) طه / 125 ، والحبيب اعطي ذلك من غير مسألة على ما قال تعالى : ( ألم نشرح لك صدرك ) الشرح / 1.
Página 31
والكليم سجدت السحرة لعصاه ؛ والحبيب سجدت الأوثان لقضيبه.
والكليم قال في حق قومه ( فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين ) المائدة / 25 ؛ والحبيب قال : «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».
والكليم حصل عند ضرب عصاه على ما قال : ( فكان كل فرق كالطود العظيم ) الشعراء / 63 ؛ والحبيب حصل عند تفرق أصابعه على ما قال : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) القمر / 1.
والكليم طلب رضى الله على ما قال : ( وعجلت إليك رب لترضى ) طه / 84 ؛ والحبيب يطلب رضاه على ما قال : ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) الضحى / 5.
والكليم معراجه الى الطور ؛ والحبيب معراجه الى البيت المعمور وإلى بساط النور.
والكليم ضرب الحجر فانفجر منه الماء ؛ والحبيب انفجر من أصابعه الماء.
ونوح له السفينة على الماء ؛ ومحمد له البراق الطيار في الهواء ( صلى الله عليه وآله و عليهم السلام ).
11 أخبرنا عين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي ، أخبرنا عماد الدين محمد بن إبراهيم الوتري ، أخبرنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البخاري ، أخبرنا إسحاق الرازي ، أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد ابن محمد بن إبراهيم بخوارزم الري ، أخبرنا أبو بكر محمد بن حمويه النيشابوري بها ، أخبرنا محمد بن الوليد البغدادي بمكة ، أخبرنا إبراهيم ابن صرمة ، عن يحيى بن سعيد ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «فضلت على آدم بخصلتين : كان شيطاني كافرا فأعانني الله تعالى
Página 32
عليه حتى أسلم ، وأزواجي كن عونا لي ، وكان شيطان آدم كافرا وزوجته كانت عونا له على خطيئته».
12 وفي رواية أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : جاء جبرائيل إلى النبي عليه السلام وقال : إن ربك يقرؤك السلام ، ويقول : أتدري بما رفعت ذكرك ؟ قال : «لا أدري» ، قال : يقول : إذا ذكرت ذكرت معي.
13 أخبرنا الشيخ الإمام فخر الأئمة أبو الفضل بن عبد الرحمن الحفر بندي إجازة ، أخبرنا الشيخ الإمام أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي ، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبدان العطار ؛ وإسماعيل بن أبي نصر عبد الرحمن الصابوني ؛ وأحمد بن الحسين البيهقي ، قالوا : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا علي بن حماد العدل إملاء ، أخبرنا هارون بن العباس الهاشمي ، أخبرنا جندل بن والق ، أخبرنا عمرو ابن أوس الأنصاري ، أخبرنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عباس ، قال : أوحى الله عز وجل إلى عيسى : يا عيسى! آمن بمحمد ، ومر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به ؛ فلولا محمد ما خلقت آدم ، ولو لا محمد ما خلقت الجنة والنار ، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه : لا إله إلا الله مح أي نصف اسم محمد فسكن.
قال أبو عبد الله الحافظ : هذا حديث صحيح الإسناد ؛ ولم يخرجه الشيخان.
14 وبهذا الإسناد ، عن أبي عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو سعد عمرو ابن محمد بن منصور العدل ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أخبرنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري ، أخبرنا إسماعيل بن مسلمة ، أخبرنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن
Página 33
جده ، عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «لما اقترف آدم الخطيئة ، قال : يا رب! أسألك بمحمد لما غفرت لي ، فقال الله تعالى : يا آدم! كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال : يا رب! لأنك لما خلقتني بيدك ، ونفخت في من روحك ؛ رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تضف لاسمك إلا أحب الخلق إليك.
فقال الله عز وجل : صدقت يا آدم! إنه لا حب الخلق إلي إذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ، ولو لا محمد ما خلقتك.
قال أبو عبد الله الحافظ : وهذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجه الشيخان.
15 أخبرنا الثقة أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني بمدينة السلام ، أخبرنا محمد بن إسحاق أبو الحسن الباقرحي ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، أخبرنا أبي أحمد بن عامر ، أخبرنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد بن علي الباقر ، حدثني أبي علي بن الحسين ، حدثني أبي الحسين بن علي ، حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن موسى سأل ربه فقال : يا رب! اجعلني من أمة أحمد؟ فأوحى الله إليه : يا موسى! إنك لا تصل إلى ذلك».
16 أخبرنا عين الأمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي ، أخبرنا عماد الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم التوبري ، أخبرنا الشيخ الإمام شمس الأئمة أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني (ره)، حدثنا الشيخ
Página 34