321

Maqasid Caliyya

المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية

Géneros

Fiqh chií

وجوبه هنا أيضا.

(وهو) أي الموجب للتدارك (ما نسي من الأفعال وذكر قبل فوات محله) وقد تقدم جملة من الكلام في المحل، وذلك (كنسيان قراءة الحمد حتى قرأ السورة) فإنه يرجع إلى قراءة الحمد ثم يعيد السورة أو يقرأ غيرها. وفي حكمه ما لو نسي بعض القراءة أو صفاتها عدا الجهر والإخفات على أصح القولين. والحق أن محل القراءة يمتد ما لم يبلغ الانحناء إلى حد الراكع، فيرجع إلى القراءة وتوابعها ما لم يبلغ ذلك الحد وإن شرع في الانحناء، وكلام الرسالة لا ينافيه.

وكذا القول في نسيان السجود أو التشهد حتى قام ولما يصل إلى حد الراكع، ويجب مراعاة الترتيب بين ما عاد إليه وما فعله بعده.

(أو نسيان الركوع حتى هوى إلى السجود ولما يسجد) بأن يصل إلى حد الساجد، وإن لم تكن الجبهة موضوعة على ما يصح السجود عليه، فإن ذلك وراء حقيقة السجود، فإنه حينئذ يرجع إلى حد القائم ثم يركع، ولا يجزئه الهوي السابق؛ لأنه نوى به السجود، فلا يجزئ عن الهوي إلى الركوع. ولا تجب الطمأنينة في هذا القيام لذاتها وإن كان تحقق الفصل بين الحركتين المتضادتين وتحقق تمام القيام قد يقتضيان سكونا يسيرا، وإنما يجب القيام قبل الركوع إذا كان نسيان الركوع حصل في حالة القيام، بحيث كان هويه بنية السجود أو بغير نية الركوع.

وأما لو فرض أنه هو للركوع، ثم نسيه قبل أن يصير على هيئة الراكع، لم يجب القيام للهوي عنه إلى الركوع؛ لحصوله من قبل، بل يقوم منحنيا إلى حد الراكع خاصة إن كان نسيانه بعد انتهاء هوي الركوع، وإلا قام بقدر ما يستدرك به الفائت منه. وهذا إذا لم تتحقق صورة الركوع قبل النسيان، وإلا أشكل العود إليه؛ لا ستلزامه زيادة الركن، فإن ركنية الركوع تتحقق بالانحناء الخاص، وما بقي من الطمأنينة والذكر (1) والرفع واجبات خارجة عن حقيقته.

Página 331