299

============================================================

فأمكن رفع الشرائع على ما أوضحناها في "المقالة الخامسة" من كتاب إثبات النبوءة قبل ظهوره،1 والغلبة للقوى الطبيعية. فإن في رفعها قطع بركات العالم النوراني المستودعة في النواميس. ألا ترى إلى اشتغال الساهين عن الشرائع بالشهوات، وغفلتهم عن رياضة العلوم، اذ الغلبة للقوى الطبيعية؟ فإذا ظهرت غلبة القوى الروحانية أمكن رفع الشرائع، وأمكن برفعها ..2 اشتغال الناس بدراسة العلوم ودرايستها. فمن هذه الجهة قلنا: إن الوقوف على الحقائق لا يسقط عنا الأعمال. فاعرفه.

وليس يمثل إلى هذا المذهب إلا من كان ترك الشرائع قبل الوقوف على حقائقها.

فأما من كان يواظب على استعمالها ويستأنس ها، لخرج عن أن يكون وقوفهم على حقائقها داعيا لهم إلى تركها، بل كلما فتح الله لهم عن غوامض الحكمةء بالغوا في قضاء الشرائع طلبا للمزيد. وليس أحد يبلو بترك الشرائع الناموسية، ولا استحق إلا وهو مدفوغ الى استعمال اللغو ولللاهي، والاستراحة باللعب والبطالة مع حصول [249] الضعة و النذالة ها، ولزوم المقت والعقوبسة منها. وإذا كان لا بد للانسان من أن يكون له أنس بشيء يشتغل به، فلأن يكون أنسه بطاعة الله. وما يورثه المحمدة ورفعة النفس وشرفها خير من أن يكون أنسه بما يورثه المذمة وضعة النفس ونذالتها. فمن هذه الجهة قلنا: إن الوقوف على الحقائق لا يسقط عنا الأعمال الشرعية.* فاعرفه.

راجع الفصل الثاني عشر من المقالة الخامسة في كيفية رفع الشرائع ولماذا في كتاب إثبات النبوءات، 180-177، لسحستاني.

2 بياض في النسختين بقدر كلمة أو كلمتين.

3 ز: يخرج.

4 ز: من.

ه كما في ز، وفي ه: الحكماء.

"كما في ز. في ه: النذلة.

1كما في ز، وفي ه: شيء.

اكما صححناه، وفي ه: الشريعية. ز: الشريعة.

299

Página 299