298

============================================================

من سائر الأمة. ثم بعد الوصي الأئمة الراشدون [247] هم أعلم بحقائق الشرائع من الأمة بأسرها. ولم ترهم تركوها، ولا غفلوا عن استعمالها وأدائها في الأوقات الموقتة، بل وظفوا على أنفسهم من النوافل ما لا طاقة للأمة من القيام ها. فلو كان الوقوف على الحقائق يسقط عن الواقف عليها استعمال الشرائع، لكان الني والوصي والأئمة أولى بأن يكون الشرائع ساقطة عنهم، وليست الشرائع بساقطة عنهم. فإذا الوقوف على الحقائق لا تسقط عنا الأعمال الشرعيسة. فاعرفه.

فإن قال قائل: إنما جوزنا رفع الشرائع على الواقفين على حقائقها، لأنك تقول: إن صاحب اليوم الآخر يرفع الشرائع ويبسط الحقائق. فإذا حاز بسط الحقائق ورفع الشرائع حملة، جاز رفعها عن موقف على حقائقها. يقال له: قد غلطت في هذاا الاستدلال لأنك لم تقف على بحاز الحكمة في الخلقة، ولا أشرفت على كيفية غلبة قوى العالم الطبيعي على قوى العالم الروحاني مرة، وغلبة قوى العالم الروحاني على قوى العالم الطبيعي تارة. والإنسان هو الذي احتوى على القوانين بحسن تقويمه واعتدال هيكله.

فمتي غلبت القوى الطبيعية القوى الروحانية، قل ضياء النفس وكثر بهجة الطبيعة، وسترت الححب بين الإنسان وبين المعارف. فاحتاج البشر حينيذ إلى وضع نواميس وشرائع، تحتها حقائق وعلوم، يكون له باستعمالها الشرف والرفعة والضياء والبهجة والعز والدولة والدعة. ومتى غلبت القوى [248] الروحانية القوى الطبيعية كثر ضياء النفس وقلته بهجة الطبيعة، ورفعت الححب بين الإنسان وبين المعارف، فاستغنى حينثن عن وضع نواميس وشرائع.

وليس الاعتبار بالواحد من الناس ولا بالعدد الكثير،2 بل الاعتبار بالغلبة والقهر. فإذا ظهر صاحب الآخرة ظهر بظهوره القوى الروحانية، واضمحلت به القوى الطبيعية.

كما في ز، وفي ه: هذه.

، ز: الكبير.

298

Página 298