بدا كوكب تأوي إليه كواكبه
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم
دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
فلما انتهى إليها، وأشرف عليها، دخلها والجواد من خلفه؛ لأنه كان بمنزلة أنيسه وإلفه، ثم خلع عنه سرجه واللجام، وبلغه من الماء والمرعى المرام، وأوى إلى شجرة وارفة الظلال، واضطجع تحتها من التعب على الرمال، وكان الليل قد أقبل بسواده الحالك، وعاق جيوشه عن استكشاف ما سلكه من المسالك، فرجعوا بالخيبة إلى الخيام، وأبوا أن يمتعوا أجفانهم بما يتمتع به النيام، وقال نائبه، كأنه يخاطبه، متمثلا بقول مسلم بن الوليد، في ممدوحه الأمير يزيد:
ينال بالرفق ما تعيا الرجال به
كالموت مستعجلا يأتي على مهل
يكسو السيوف دماء الناكثين به
ويجعل الهام تيجان القنا الذبل
حذار من أسد ضرغامة بطل
لا يولغ السيف إلا مهجة البطل
Página desconocida