Lógica y Filosofía de las Ciencias
المنطق وفلسفة العلوم
Géneros
إنا نطلب من العلم أن «يفسر لنا الظواهر » فما التفسير؟ (1)
إن تفسير ظاهرة هو القول بإمكان التنبؤ بها، بحيث يقضي على ذلك الشعور الأليم الذليل بالانتظار القلق، الذي يسبق الظاهرة، حين يكون المرء جاهلا بالعوامل التي تؤدي إلى وجودها حتما، أو تلك الدهشة المؤلمة التي تصاحبها إذا ظهرت دون مقدمات سابقة. والأهم من ذلك أننا نستطيع في بعض الأحيان أن نأمل في إحداث الظاهرة أو منع حدوثها إذا ما علمنا شروط حدوثها، وكان من الممكن التأثير فيها، وعلى هذا الأساس يمكن التنبؤ بحدوث الخسوف، أو تحقيق الشفاء. (2)
ونحن نعلم أن حتمية أية ظاهرة تصاغ في صورة قانون. فالتفسير إذن هو تحديد صيغة «القانون» الذي يكشف عما فيها من «ضرورة». (3)
ولكي يصل المرء إلى القانون، يضطر في معظم الأحيان إلى المثابرة على ملاحظة التعاقب المعتاد للظواهر، وهذا ما يسمى قانونا «تجريبيا
empirique » فمثلا: يعمد المرء إلى وصف المراحل المتعاقبة التي يمر بها مرض خلال تطوره: كالحمى الشديدة أو الخفيفة الدائمة أو المتقطعة، ثم الطفح، وأخيرا ظهور القشور، غير أن المرء لا يقنع بهذا. أولا لأنه لا يستطيع التنبؤ عن يقين طالما كان يقتصر على الملاحظة التجريبية لتعاقب الحوادث، وقد لفت ليبنتز
2
الأنظار إلى أن تعاقب الليل والنهار على نحو ما يلاحظ تجريبيا، ليس أمرا مضمونا على الإطلاق، فهناك خطوط عرض يقضى فيها على الليل في خلال جزء من السنة ، بينما يحدث العكس خلال جزء آخر. وأورد لتوضيح فكرته مثال «نوفازمبلا
Nova Zembla » (زمبلا الجديدة التي تقع جنوب الدائرة القطبية الشمالية). فالمرء لا يمكنه التنبؤ عن يقين، طالما ظل في مستوى «القانون» التجريبي وفضلا عن ذلك، فإن رسالة الإنسان العليا تقتضي منه ألا يقتصر على «التنبؤ» بل أن يسعى إلى «الفهم»، فتفسير الظاهرة هو جعلها مفهومة ومعقولة.
التفسير بالقانون يجب إكماله بمعرفة السبب
إذا أردنا أن نفهم فمن الواجب معرفة السبب. ففي الطلب مثلا لا تكتمل دراسة الأمراض (
Página desconocida