الخامس: يدل على انعزاله من جهة الشرع، وخروجه من الإمامة، ولقوله تعالى: {إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين} [البقرة:124].
وفي (الجامع الكافي) قال محمد: قلت لأحمد بن عيسى: ما الذي يخرج إمام العدل من إمامته ؟ قال: حدث يحدثه بمعصية كبيرة، قلت: فإذا فعل ذلك؟ قال: زالت إمامته، وفسد عقده.. إلى أن قال بعد ذكر ما يجب على الإمام من الحقوق ما لفظه: ((فإن خالف ذلك إلى غيره من التسلط بالجبروت، والتكبر عليهم، فمنعهم حقهم، واستأثر عليهم بفيهم، فلا طاعة له عليهم في معصية خالقهم، وحرمت عليه إمامته وولايتهم، وحرمت عليهم طاعته ومعاونته، وكان حق الله مجاهدته حتى يفيء إلى أمر الله أو يعتزل ولاية أمره، فإنه لا ولاية لمن لم يحكم بما أنزل الله.. إلى أن قال: وكذا إذا أتى أمرا تبطل بإتيانه شهادته.. إلى أن قال: وكل من بطلت إمامته لزم أن يسلم للمسلمين أمورهم، فإن هو أبى أن يستسلم للحكم إذا لزمه صار عاصيا، ومن غصب المسلمين أمورهم حل جهاده)). انتهى.
Página 108