ومن تكاليفه أيضا ما يعمه وغيره كالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإصلاح الطرقات، وعمارة المساجد، ونحو ذلك.
ثم ذكر تسهيل الحجاب، وسيأتي في الحديث الآتي، إلى أن قال فيما يلزم الرعية للإمام، قال الإمام يحيى: وعليهم نصرته، ومؤازرته، ومعاضدته، وإعانته على ما في وجهه من التكاليف، وأن يطيعوه فيما أمروا بطاعته، وينقادوا لأمره، وينهضوا إذا استنهضهم لقتال عدوه، ولا يكتموا عنه من النصائح، ويبذلوا له النصيحة عن أنفسهم سرا وجهرا، ويحرم عليهم خذلانه.
قال: والأصل في ذلك قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}[النساء:59] بإجماع الأمة انتهى، إلى غير ذلك مما قد بينه علماء الفروع في مؤلفاتهم.
وقد أشار إلى ذلك الهادي في (الأحكام) وغيرها، والإمام يحيى بن حمزة في (الانتصار)، والإمام المهدي في (البحر) و(الأزهار)، والحافظ ابن حجر في (فتح الباري) والنووي وغيرهم من علماء الحديث والفروع بما يطول ذكره، واقتصرنا من كل ذلك بما ذكرنا للأدلة المذكورة دون ما عداها، لعدم الأدلة عليها والله أعلم .
(تنبيه): اعلم أنما تقدم ذكره من الحقوق الواجبة على الإمام لا يختص بها وحده بل تجب على أمرائه لعموم الأدلة، إلا ما هو مقصور عليه منها لا يقوم بها غيره فلا.
Página 98