ومعلوم أن وازع الدين وعزيمة الورع لا تتم أمور الدين والدنيا إلا بهما، ومن لم يكن منه ذلك خبط في الضلالة، وخلط في الجهالة، واتبع شهوات نفسه وآثرها على مراضي الله ومراضي عباده، لأنه مع عدم تلبسه بالعدالة، وخلوه من صفات الورع لا يبالي بزواجر الكتاب والسنة، ولا يبالي أيضا بالناس، لأنه قد صار متوليا عليهم، نافذ الأمر والنهي فيهم انتهى.
Página 92