وفي (الجامع الكافي) بلاغا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((أحب الناس إلى الله يوم القيامة، وأقربهم مجلسا إمام عادل )) .
وهو في غير (الجامع الكافي) من حديث أبي سعيد الخدري، وفيه مرفوعا بلفظ: ((يقال للإمام العادل في قبره: أبشر فإنك رفيق محمد)).
وفيه أيضا : ((من ولي من أمتي شيئا من بعدي ، فعدل فيهم بسيرتي كان معي يوم القيامة)).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين العرش)) .
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((ما من شيء أعم نفعا من رفق إمام وعدله )) ذكره في (الجامع الكافي).
وأخرج البيهقي من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: ((ثلاثة لا ترد لهم دعوة : الإمام العادل...)) الخبر.
وقد ذهب إلى ما دل عليه الخبر الصحابة فمن بعدهم، ولا خلاف بينهم، بل ولا نزاع في صحة إمامة من كان كذلك وثبوتها، ووجوب ما سيأتي له من الحقوق، والخلاف فيمن ليس كذلك سيأتي الكلام على ذلك قريبا إن شاء الله تعالى.
هذا وذكر بعض علماء التحقيق أنه لا خلاف بين أئمة أهل البيت وعلماء السلف والخلف بأن العدالة ملاك الأمور وعليها تدور الدوائر في جميع ما يجب على الإمام لرعيته الآتي ذكرها، ولا ينهض بتلك الأمور التي ذكرنا في شرح الباب أنها المقصودة من الإمامة، إلا العدل الذي تجرى أفعاله وأقواله وتدبيراته على مراضي الله سبحانه، فإنه من لا عدالة له لا يؤمن على نفسه فضلا أن يؤمن به على عباد الله، ويوثق به في تدبير دينهم وديانتهم.
Página 91