
كان عند الفطر ، قلت : لأجعلن فظري الليلة عند من يزكي الله طعامه ، فصرت إلى معروف الكرخي ، فسلمت عليه ، وقعد ت حتى صلى المغرب ، فقلت في نفسى ، صمت أربعة أيام ، وأفطر على ما لا أعلم ! فقلت : ما بي وخرج من كان معه في المسجد ، فما بقي إلا أنا هو ورجل آخر ، فألتفت إلي ، فقال : يا طوسي ، قلت : لبيك ، فقال لى : تحول إلى أخيك فتعش معه ، من عشاء ، فتركني ، ثم رد علي القول ، فقلت : ما بي من عشاء ، ثم فعل ذلك الثالثة، فقلت : ما بى من عشاء، فسكت عنى ساعة ، ثم قال لى : تقدم إلي ، فتحاملت ، وما بي من تحامل من شدة الضعف ، فقعدت عن يساره ؛ فأخذ كفى اليمنى فأد خلها إلى كمه الأيسر [ 40- 22 ، فأخذت من كمه سفرجلة معضوضة ، فاكلتها ، فوجدت فيها طعم كل طعام طيب ، وآستغنيت بها عن الماء، قال : فسأله رجل كان معنا حاضرا ، أنت يا أبا جعفر ؟ قال : نعم ، وأزيدك أنى ما أكلت منذ ذلك حلوا ولا غيره إلا أصبت فيه طعم تلك السفرجلة ، ثم التفت محمد بن منصور إلى أصحابه ، فقال : أنشدكم الله إن حدثتم بهذا عنى وأنا حي .
ومحمد بن منصور ، صالح وثقة ، وكان أحمد بن حنبل يقول : كفاك بأبى جعفر(1) ..
اخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد ، قال : أخبرنا علي بن الحسين إبن أيوب ، قال(2) : أنبأنا الحسن بن محمد الخلال ، قال : حدثنا عبد الواحد إبن علي الفامي (2)، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن سليمان الفامي (3) ، حدثنا محمد بن أبى هارون، قال : حدثنا أبو بكر ابن حماد، قال : حدثني بعض أصحابنا ، قال : « ولد لرجل مولود ، فقالت امرأته : إذهب به إلى
Página 152