ألن 2م
وقد أرسلت هذه الرسالة مع خادم إلى الثكنة التي يقيم فيها ليونيل، وعادت إلى غرفتها وهي تقول: لا بد لواحد منهما أن يكون زوجي، ولكني لا أتزوج إلا من كان منهما مركيزا. مسكين عمي فقد توهم أني أحب ...
ثم وضعت رأسها بين يديها، وخاضت في عباب التأملات، كأنها قائد يضع خطة معركة. •••
بينما كانت هذه الحوادث تجري كان الملك قد فرغ من استعراض فرقة المركيز، فدنا ليونيل من المركيز وقال له: أتأذن لي أيها الكولونيل أن أذهب الآن فأرى أمي؟
فارتعش، ونظر إليه نظرة منكرة؛ فإن الغيرة كانت قد عضت قلبه ومحت بلحظة كل آثار الصداقة، حتى إنه ندم وحاول أن يمد يده إليه ليصافحه ويعتذر ، ولكن مثال ألن مر بخاطره في تلك اللحظة، فشعر أن قلبه قد التهب وأدار وجهه كي يخفي غضبه، وأجابه قائلا: اذهب.
فحياه ليونيل التحية العسكرية وانصرف، ولكنه لم يسر خطوتين حتى رجع فنظر إليه المركيز نظرة استكبار وقال له: ماذا تريد؟
قال: ألتمس أن تأذن لي بمقابلة وجيزة.
قال: لا فائدة من ذلك.
ثم أعرض عنه وبقي ليونيل وحده وهو يحدث نفسه فيقول: ترى هل أسأت إلى المركيز وأنا لا أعلم؟
وعند ذلك دنا منه أحد الجنود وقال له: لقد وردتك هذه الرسالة يا سيدي حين كنت مشتغلا بالاستعراض.
Página desconocida