قال: إذا كنت لا تذكر أنك أخذت ذلك الغلام، فإنك تذكر دون شك فتى جرحه أحد النور في كتفه وعالجته.
وكان الطبيب لا يزال شاخصا إلى جان، فلما سمع هذا القول الأخير قال له: ألعلك جان دي فرانس؟
قال: نعم. أنا هو.
قال: أنت ... أنت.
فخلع جان ملابسه العليا وكشف عن كتفه فإن أثر الجرح كان لا يزال باقيا.
فقال الطبيب: كفى كفى. فقد عرفتك حق العرفان.
قال: إني سأقص عليك في غير هذا المقام قصتي التي تشبه القصص الخرافية لغرابتها. وأما الآن فإني أريد أن أحدثك بشأنه. - ألا تعلم أنه عاد إلى لندرا؟ - كيف لا أعلم وأنا لم أفارقه لحظة، فأنا الذي أنقذته من الدب، وأنا الذي أنقذته عشر مرات من كيد ابن عمه هنا وفي أمريكا. - إذن فهو عارف بكل شيء. - بل إنه لا يعرف شيئا، وهو يعتقد أنه ابن اللورد إسبرتهون الشرعي، ولكن أعداءنا لم يموتوا كلهم، ولا يزال يوجد أثر هائل يفضح سرنا، وهو أن روجر موشوم بكتفه كسائر أبناء طائفتنا. - ولكن هذا الوشم لا يزول. - بل إنه يزول بدليل أن مس ألن قد أزالته، فاعلم أنه يوجد عندي سائل يعالجون به أثر الوشم أسبوعا فيزول، وهو عندي من عهد قديم فأخاف أن يكون قد فسد. - إني أمتحنه عندي فأعلم فساده من صلاحه، بقي أن تجد طريقة لمعالجة المركيز به، وكيف نعلل له وجود هذا الوشم على كتفه. - إني سأقص عليك حكاية ترويها له، والآن فخذ هذا السائل وافحصه فمتى تبين لك أمره عد إلي أخبرك بما يجب أن تفعل.
فأخذ الطبيب الزجاجة وانصرف، ونادى جان شمشون فقال له: هل استأجرت المنزل الذي كنت أوصيتك أن تستأجره لأختي؟
قال: نعم.
فدخل جان إلى أخته وقال لها: لا يجب أن تقيمي الآن هنا، فإني أخشى أن يكونوا عرفوك فيتخذونك سلاحا ضد ولدك، وقد استأجرت لك منزلا تقيمين فيه مع ابنة عمي اليبسي، فأزورك كل يوم متنكرا ولا يعلم أحد أين تقيمين.
Página desconocida